المقيم ، فقال : «وما ذاك» ، فقالوا : يصلون كما نصلي ، ويصومون كما نصوم ، ويتصدقون ولا نتصدق ، ويعتقون ولا نعتق ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «أفلا أعلّمكم شيئا تدركون به من سبقكم وتسبقون من بعدكم ولا يكون أحد أفضل منكم إلّا من صنع مثل ما صنعتم» قالوا بلى يا رسول الله ، قال : «تسبّحون وتكبّرون وتحمدون دبر كلّ صلاة ثلاثا وثلاثين مرّة» ، قال أبو صالح : فرجع فقراء المهاجرين إلى رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقالوا : سمع إخواننا من أهل الأموال بما فعلنا ففعلوا مثله ، فقال رسول الله صلىاللهعليهوسلم : «ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء» (١).
وقيل : إنه انقياد الناس إلى تصديق النبي صلىاللهعليهوسلم ودخولهم في دينه ونصرته (٢).
قوله تعالى : (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوها كَمَثَلِ الْحِمارِ يَحْمِلُ أَسْفاراً بِئْسَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآياتِ اللهِ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) (٥)
قوله : (مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْراةَ).
هذه قراءة العامّة.
وقرأ زيد بن علي ويحيى (٣) بن يعمر : «حملوا» مخففا مبنيا للفاعل.
قوله : (كَمَثَلِ الْحِمارِ).
هذه قراءة العامة.
وقرأ عبد (٤) الله : «حمار» منكرا ، وهو في قوة قراءة الباقين ، لأن المراد بالحمار : الجنس ولهذا وصف بالجملة بعده ، كما سيأتي (٥).
وقرأ المأمون (٦) بن هارون الرشيد : «يحمّل» مشددا مبنيّا للمفعول.
والجملة من «يحمل أو يحمّل» فيها وجهان (٧) :
أشهرهما : أنه في موضع الحال من «الحمار».
__________________
(١) أخرجه الترمذي (٢ / ٢٦٥) رقم (٤١٠) والنسائي (٣ / ٧٨) من حديث ابن عباس.
وقال الترمذي : هذا حديث حسن غريب.
وقد تقدم تخريجه عن أبي هريرة.
(٢) ينظر : القرطبي ١٨ / ٦٢.
(٣) ينظر : المحرر الوجيز ٥ / ٣٠٧ ، والبحر المحيط ٨ / ٢٦٣ ، والدر المصون ٦ / ٣١٥.
(٤) ينظر : المحرر الوجيز ٥ / ٣٠٧ ، البحر المحيط ٨ / ٢٦٣ ، والدر المصون ٦ / ٣١٥.
(٥) ينظر : الدر المصون ٦ / ٣١٦ ، والكشاف ٤ / ٥٣٠.
(٦) ينظر : المحرر الوجيز ٥ / ٣٠٧ ، والبحر المحيط ٨ / ٢٦٣ ، والدر المصون ٦ / ٣١٥.
(٧) ينظر : الدر المصون ٦ / ٣١٦.