اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٩ ]

قائمة الکتاب

البحث

البحث في اللّباب في علوم الكتاب

إعدادات

في هذا القسم، يمكنك تغيير طريقة عرض الكتاب
إضاءة الخلفية
200%100%50%
بسم الله الرحمن الرحيم
عرض الکتاب

٤٩٧٧ ـ يا بنت كوني خيرة لخيّره

أخوالها الجنّ وأهل القسوره (١)

وقيل : القسورة : ظلمة الليل ، قال ابن الأعرابي : وهو قول عكرمة.

وعن ابن عباس : ركز الناس ؛ أي حسّهم وأصواتهم (٢).

وعنه أيضا : «فرّت من قسورة» أي : من حبال الصيادين (٣) ، وعنه أيضا : القسورة بلسان «الحبشة» الأسد (٤) ، وخالفه عكرمة فقال : الأسد بلسان «الحبشة» : عنبسة ، وبلسان «الحبشة» : الرّماة ، وبلسان «فارس» : شير ، وبلسان «النّبط» : أريا (٥).

وقيل : هو أوّل سواد الليل ، ولا يقال لآخر سواد الليل : قسورة.

فصل في المراد بالحمر المستنفرة

قال ابن عباس : كأن هؤلاء الكفار في فرارهم من محمد صلى‌الله‌عليه‌وسلم حمر مستنفرة ، قال ابن عباس: أراد الحمر الوحشية (٦).

قال الزمخشري : وفي تشبيههم بالحمر شهادة عليهم بالبله ، ولا يرى مثل نفار حمر الوحش ، واطرادها في العدو إذا خافت من شيء.

قوله تعالى : (بَلْ يُرِيدُ كُلُّ امْرِئٍ مِنْهُمْ أَنْ يُؤْتى صُحُفاً مُنَشَّرَةً) ، أي : يعطى كتبا مفتوحة ، وذلك أن أبا جهل وجماعة من قريش قالوا : يا محمد ، لا نؤمن بك حتى تأتي كل واحد منا بكتاب من السماء عنوانه : «مِنْ رَبِّ الْعالَمِينَ» ، إلى فلان ابن فلان ، ونؤمر فيه باتباعك ، ونظيره : (وَلَنْ نُؤْمِنَ لِرُقِيِّكَ حَتَّى تُنَزِّلَ عَلَيْنا كِتاباً نَقْرَؤُهُ) [الإسراء : ٩٣].

وقال ابن عباس : كانوا يقولون : إن كان محمد صادقا فليصبح عند رأس كل واحد منا صحيفة فيها براءة من النار (٧).

وقال مطر الوراق : أرادوا أن يعطوا بغير عمل (٨).

__________________

(١) يروي الشطر الثاني كما في الطبري :

أحوالها في الحيّ مثل القسوره

ينظر الطبري ١٩ / ١٠٧ ، والقرطبي ١٩ / ٥٨ ، والدر المصون ٦ / ٤٢٣ ، وفتح القدير ٥ / ٣٣٣.

(٢) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٢ / ٣٣٢) عن ابن عباس وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٤٦١) وعزاه إلى سفيان بن عيينة في «تفسيره» وعبد الرزاق وابن المنذر.

(٣) ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٤٦١) وعزاه إلى ابن المنذر.

(٤) ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٤٦١) وعزاه إلى ابن أبي حاتم.

(٥) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٢ / ٣٢١) عن عكرمة.

(٦) ذكره القرطبي في «تفسيره» (١٩ / ٥٨) عن ابن عباس.

(٧) ينظر المصدر السابق.

(٨) ينظر المصدر السابق.