قائمة الکتاب
سورة الصف
سورة الجمعة
سورة المنافقون
فصل في تعلق هذه السورة بالتي قبلها
سورة التغابن
سورة الطلاق
سورة التحريم
سورة الملك
سورة القلم
سورة الحاقة
سورة المعارج
سورة نوح
سورة الجن
سورة المزمل
سورة المدثر
فصل في لام : «وليقول»
٥٢٤سورة القيامة
البحث
البحث في اللّباب في علوم الكتاب
إعدادات
اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٩ ]
![اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٩ ] اللّباب في علوم الكتاب](https://stage-book.rafed.net/_next/image?url=https%3A%2F%2Flib.rafed.net%2FBooks%2F3125_allubab-fi-ulum-alkitab-19%2Fimages%2Fcover.jpg&w=640&q=75)
اللّباب في علوم الكتاب [ ج ١٩ ]
المؤلف :أبي حفص عمر بن علي بن عادل الدمشقي الحنبلي
الموضوع :القرآن وعلومه
الناشر :دار الكتب العلميّة
الصفحات :599
تحمیل
فالجواب : نحمله على ثمرات الإيمان ، وعلى آثاره ولوازمه.
قوله تعالى : (وَلا يَرْتابَ) ، أي : ولا يشك (الَّذِينَ أُوتُوا) أي : أعطوا (الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ) أي : المصدّقون من أصحاب رسول الله صلىاللهعليهوسلم في أنّ خزنة جهنّم تسعة عشر.
فإن قيل : لما أثبت الاستيقان لأهل الكتاب ، وأثبت زيادة الإيمان للمؤمنين ، فما الفائدة في قوله تعالى بعد ذلك : (وَلا يَرْتابَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتابَ وَالْمُؤْمِنُونَ)؟.
فالجواب : أن الإنسان إذا اجتهد في أمر غامض دقيق الحجّة كثير الشّبه ، فحصل له اليقين ، فربّما غفل عن مقدمة من مقدّمات ذلك الدليل الدقيق ، فيعود الشرك ، فإثبات اليقين في بعض الأحوال لا ينافي طريان الارتياب بعد ذلك ، ففائدة هذه الإعادة نفي ذلك الشكّ ، وأنه حصل له يقين جازم ، لا يحصل عقيبه شكّ ألبتة.
قوله تعالى : (وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) ، أي : في صدورهم شكّ ونفاق من منافقي أهل «المدينة» الذين يجيئون في مستقبل الزمان بعد الهجرة ، وهذا إخبار عما سيكون ، ففيه معجزة (وَالْكافِرُونَ) أي : اليهود والنصارى (ما ذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً) يعني : بعدد خزنة جهنّم ، وهذا قول أكثر المفسرين.
وقال الحسن بن الفضل : السورة مكيّة ، ولم يكن ب «مكة» نفاق ، فالمرض في هذه الآية الخلاف ، والمراد بالكافرين : مشركو العرب ، ويجوز أن يراد بالمرض الشكّ والارتياب لأن أهل «مكة» كان أكثرهم مشركين ، وبعضهم قاطعين بالكذب ، وقوله تعالى إخبارا عنهم : (ما ذا أَرادَ اللهُ بِهذا مَثَلاً)؟ أي : هذا العدد الذي ذكره حديثا ، أي ما هذا من الحديث.
قال الليث رحمهالله : المثل الحديث ، ومنه : (مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ) [محمد : ١٥] ، أي : حديثها والخبر عنها.
وقال ابن الخطيب (١) : إنما سمّوه مثلا ؛ لأنه لمّا كان هذا العدد عددا عجيبا ظن القوم أنه ربّما لم يكن مرادا لله منه ما أشعر به ظاهره بل جعله مثلا لشيء آخر تنبيها على مقصود آخر ـ لا جرم سمّوه مثلا ـ لأنهم لمّا استغربوه ظنّوا أنه ضرب مثلا لغيره ، و «مثلا» تمييز أو حال ، وتسمية هذا مثلا على سبيل الاستعارة لغرابته.
فصل في لام : (وَلِيَقُولَ)
«اللام» في قوله تعالى : (وَلِيَقُولَ الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ) جار على أصول أهل السّنة ؛ لأن ذلك مراد ، وعند المعتزلة : هي لام العاقبة ، ونسبوه إلى الله ـ عزوجل ـ مع أنهم ينكرون ذلك ، إما على سبيل التّهكّم ، وإما على ما يقولونه.
__________________
(١) ينظر المصدر السابق.