وطرحت حركتها على ما قبلها. ومثله هلم وانما هي هل أم ، قال : وما قاله الخليل لا يجوز ، لان الميم انما تزاد مخففة في مثل «فم» و «أينم» ولأنها قد اجتمعت مع «يا» في قول الشاعر :
وما عليك أن تقولي كلما |
|
سجت أو صليت يا اللهما |
أردد علينا شيخنا مسلما (١) |
فان قيل : ما الفرق بين تمليك الكافر العبيد والإماء ، وبين تمليكه السياسة والتدبير؟
قيل : تمليكه العبيد من جهة تمليك المال ، وليس كذلك السياسة والتدبير ، لان الله لا يجعل للجاهل أن يسوس العالم ، وهذا الذي ذكره البلخي بعينه يستدل به على أن الامام يجب أن يكون معصوما ولا يكون في باطنه كافرا ولا فاسقا.
فان قيل : ان ذلك عبادة (٢) جاز أن يكلفنا الله اختياره على ظاهر العدالة ، فإذا بان فسقه انخلعت إمامته ، وانما لا يجوز أن يختار الله تعالى من هو في باطنه فاسق ، لأنه يعلم البواطن ، ولو علمنا نحن البواطن لما جاز منا أن نختاره.
قلنا : عن ذلك جوابان ، أحدهما : أن الامام عندنا الله تعالى يختاره ، فوجب أن يكون مأمون الباطن على ما قلتموه ، وما الفرق بين أن يختار من في باطنه فاسق الفاسق وبين أن يكلفنا ذلك مع علمه بأنا لا نختار الا الفاسق.
والجواب الثاني : أنه إذا كانت علة الحاجة الى الامام ارتفاع العصمة ، فلو كان الامام غير معصوم لاحتاج الى امام آخر وأدى ذلك الى التسلسل وذلك باطل.
فصل : قوله (تُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهارِ وَتُولِجُ النَّهارَ فِي اللَّيْلِ وَتُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَتُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ) الاية : ٢٧.
__________________
(١). معاني القرآن ١ / ٢٠٣.
(٢). في التبيان : عادة.