الثاني : أنهم كانوا قصارين يبيضون الثياب.
الثالث قال قتادة والضحاك : لأنهم خاصة الأنبياء ، فذهب (١) الى نقاء قلوبهم كنقاء الأبيض بالتحوير ، ويروى عن النبي عليهالسلام أنه قال : الزبير ابن عمتي وحواري من أمتي.
فصل : قوله (وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللهُ) الاية : ٥٤.
المكر وان كان قبيحا ، فإنما أضافه الى نفسه لمزاوجة الكلام ، كما قال (فَمَنِ اعْتَدى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدى عَلَيْكُمْ) (٢) الثاني ليس باعتداء وانما هو جزاء.
فصل. قوله (إِذْ قالَ اللهُ يا عِيسى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرافِعُكَ إِلَيَّ) الاية : ٥٥.
قوله (وَرافِعُكَ إِلَيَّ) قيل في معناه قولان ، أحدهما : رافعك الى السماء ، فجعل ذلك رفعا اليه للتفخيم وأجراه على طريق التعظيم ، والاخر : مصيرك الى كرامتي كما يقال رفع السلطان ورفع الكتاب الى الديوان.
فصل : قوله (إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَأَيْمانِهِمْ ثَمَناً قَلِيلاً أُولئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الْآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ اللهُ وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ) الاية : ٧٧.
«لا خلاق لهم» معناه : لا نصيب وافر لهم.
وقوله «لا يكلمهم» قيل : في معناه قولان ، أحدهما : لا يكلمهم بما يسرهم بل بما يسوؤهم. الثاني : لا يكلمهم أصلا وتكون (٣) المحاسبة بكلام الملائكة عليهمالسلام بأمر الله إياهم ، فيكون على العادة في احتقار الإنسان عن أن يكلمه الملك لنقصان المنزلة.
__________________
(١). في التبيان : يذهب.
(٢). سورة البقرة : ١٩.
(٣). في التبيان : وتثبت.