الطَّيْرِ) فذكر اذن الله لينبه بذكر الاذن أنه من فعل الله دون عيسى ، وانما (١) التصوير والنفخ فعله ، لأنه مما يدخل تحت مقدور القدر ، وليس كذلك انقلاب الجماد حيوانا ، فانه لا يقدر على ذلك أحد سواه تعالى.
وقوله (وَأُحْيِ الْمَوْتى بِإِذْنِ اللهِ) على وجه المجاز اضافه الى نفسه ، وحقيقته ادعوا الله باحياء الموتى فيحييهم الله فيحيون باذنه.
والأكمه الذي يولد أعمى ، والكمه عند العرب العمى ، كما قال سويد بن أبي كاهل :
كمهت عيناه حتى ابيضتا (٢)
فصل : قوله (وَمُصَدِّقاً لِما بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْراةِ وَلِأُحِلَّ لَكُمْ بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ) الاية : ٥٠.
انما أحل لهم لحوم الإبل والثروب وأشياء من الطير والحيتان مما كان محرما في شرع موسى عليهالسلام ، ولم يحل لهم جميع ما كان محرما عليهم من الظلم والغصب والكذب والعبث وغير ذلك ، فلذلك قال (بَعْضَ الَّذِي حُرِّمَ عَلَيْكُمْ) وبهذا القول قال أكثر المفسرين.
والإحلال هو الإطلاق في الفعل بتحسينه. والتحريم هو حظر الفعل بتقبيحه والفرق بين التقليد والتصديق ، أن التصديق لا يكون الا فيما يبرهن عند صاحبه ، والتقليد يكون فيما لم يتبرهن ، ولهذا لم نكن مقلدين للنبي عليهالسلام وان كنا مصدقين له.
فصل : قوله (قالَ الْحَوارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصارُ اللهِ) الاية : ٥٢.
اختلفوا في تسميتهم حواريين على ثلاثة أقوال ، قال سعيد بن جبير : سموا بذلك لنقاء ثيابهم.
__________________
(١). في التبيان : وأما.
(٢). اللسان «كمه».