الكذب ، لأنه قلب المعنى عن جهة الصواب. والحق كون الشيء في موضعه الذي اقتضته الحكمة.
فصل : قوله (قالُوا آمَنَّا بِرَبِّ الْعالَمِينَ. رَبِّ مُوسى وَهارُونَ) الاية : ١٢١ ـ ١٢٢
انما خصوا موسى وهارون بالذكر بعد دخولهما في الجملة من «آمنا برب العالمين» لامرين :
أحدهما : أن فيه معنى الذي دعا الى الايمان موسى وهارون.
الثاني : خصا بالذكر لشرف ذكرهما على غيرهما على طريق المدحة لهما والتعظيم.
والرب بالإطلاق لا يطلق الا على الله تعالى ، لأنه يقتضي أنه رب كل شيء يصح ملكه ، وفي الناس يقال : رب الدار ورب الفرس ، ومثله خالق لا يطلق الا فيه تعالى وفي غيره يقيد يقال : خالق الأديم.
قال الرماني : وانما جاز نبيان في وقت ولم يجز امامان في وقت ، لان الامام لما كان يقام بالاجتهاد كان امامة الواحد أبعد من المناقشة واختلاف الكلمة ، وأقرب الى الالفة ورجوع التدبير الى رضا الجميع.
وهذا الذي ذكره غير صحيح ، لان العقل غير دال على أن الامام يجب أن يكون واحدا ، كما أنه غير دال على أنه يجب أن يكون النبي واحدا ، وانما علم بالشرع أنه لا يكون الامام في العصر الا واحدا ، كما علمنا أنه لم يكن في عصر النبي عليهالسلام نبي آخر ، فاستوى الأمران في هذا الباب.
فصل : قوله (وَلَقَدْ أَخَذْنا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنَ الثَّمَراتِ) الاية : ١٣٠.
أخبر تعالى في هذه الاية ، وأقسم عليه أنه أخذ آل فرعون بالسنين ، وهي العوام (١) المقحطة.
__________________
(١). في التبيان : الأعوام.