عنهم بأنهم قالوا يعني النصارى : المسيح ابن الله ، وقال اليهود : عزير ابن الله ، وذلك هو الشرك بالله تعالى.
فصل : قوله (وَلَأُضِلَّنَّهُمْ وَلَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الْأَنْعامِ) الاية : ١١٩.
قوله (فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الْأَنْعامِ) يعني : لآمرن النصيب المفروض من عبادك بعبادة غيرك من الأنداد والأوثان حتى ينسكوا له ويحرموا ويحللوا ويشرعوا غير الذي شرعه الله لهم ، فيتبعوني ويخالفوك.
والتبتك القطع ، والمراد في هذه الموضع قطع اذن البحيرة ليعلم أنها بحيرة وأراد الشيطان بذلك دعاهم الى البحيرة ، فيستجيبون له ويعملون بها طاعة له.
وقوله (وَلَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللهِ) اختلفوا في معناه ، فقال ابن عباس والربيع بن أنس عن أنس : انه الإخصاء ، وكرهوا الإخصاء في البهائم ، وفي رواية عن ابن عباس فليغيرن دين الله وبه قال ابراهيم ومجاهد وروي ذلك عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهالسلام قال مجاهد : كذب العبد يعني عكرمة في قوله انه الإخصاء ، وانما هو تغيير دين الله الذي فطر الناس عليه ، في قوله (فِطْرَتَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْها) (١) وقيل : انه الوشم ، ذهب اليه بعض المفسرين. وأقوى الأقوال قول من قال : فليغيرن خلق الله يعني (٢) دين الله.
فصل : قوله (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ) الاية : ١٢٣.
اختلفوا في تأويله ، فقال قوم : انه يريد بذلك جميع المعاصي صغائرها وكبائرها وأن من ارتكب شيئا منها ، فان الله يجازيه عليها أما في الدنيا أو في الاخرة ذهب اليه قتادة وعائشة ومجاهد.
__________________
(١). سورة الروم : ٣.
(٢). في التبيان : بمعنى.