وان كان أحدهما حاضرا والاخر غائبا.
فان قيل : كيف جاز على أصحاب النبي صلىاللهعليهوآله الشك في من مضى من إخوانهم فلم يدروا أنهم كانوا على حق في صلاتهم الى بيت المقدس؟
قيل : الوجه في الخبر المروي في ذلك كيف إخواننا لو أدركوا الفضل بالتوجه الى الكعبة معنا؟ لأنهم أحبوا لهم ما أحبوا لأنفسهم. أو يكون قال ذلك منافق ، فخاطب الله المؤمنين بما فيه الرد على المخالفين المنافقين.
فصل : قوله (قَدْ نَرى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّماءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضاها) الاية :
١٤٤.
قوله «ترضاها» أي : تحبها ، والرضا ضد السخط ، وهو ارادة الثواب. والسخط إرادة الانتقام.
وقوله «شطر المسجد» أي : نحوه وتلقاه بلا خلاف بين أهل اللغة ، وعليه المفسرون ، كابن عباس ومجاهد وأبي العالية وقتادة والربيع وابن زيد وغيرهم ، قال الشاعر :
وقد أظلكم من شطر ثغركم |
|
هول له ظلم يغشاكم قطعا |
أي : من نحو ثغركم.
وقال الجبائي : أراد بالشطر النصف ، كأنه قال : فول وجهك نصف المسجد لان شطر الشيء نصفه ، فأمره أن يولي وجهه نحو نصف المسجد حتى يكون مقابل الكعبة.
وهذا فاسد ، لأنه خلاف أقوال جميع المفسرين ، ولان اللفظ إذا كان مشتركا بين النصف وبين النحو ينبغي ألا يحمل على أحدهما الا بدليل ، وعلى ما قلناه اجماع المفسرين.
قال الزجاج : [يقال] هؤلاء القوم مشاطرونا ، أي : دورهم تتصل بدورنا ،