والثواب ، فيصير وجودها وعدمها سواء.
والحبوط : سقوط العمل حتى يصير بمنزلة ما لم يعمل ، وأصل الإحباط الفساد مشتق من الحبط ، وهو داء يأخذ البعير في بطنه من فساد الكلا عليه ، وإذا عمل الإنسان عملا على خلاف الوجه الذي أمر به ، يقال : أحبطه بمنزلة من يعمل شيئا ثم يفسده.
فصل : قوله (وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَداً لَهُ خُوارٌ) الاية : ١٤٨.
في كيفية خوار العجل مع أنه مصوغ من الذهب خلاف ، فقال الحسن : قبض السامري قبضة من تراب من أثر فرس جبرئيل عليهالسلام يوم قطع البحر ، فقذف ذلك التراب في فم العجل فتحول لحما ودما ، وكان ذلك معتادا غير خارق للعادة وجاز أن يفعل ذلك لمجرى العادة.
وقال الجبائي والبلخي : انما احتال بإدخال الريح فيه حتى سمع له كالخوار كما قد يحتال قوم اليوم لذلك.
فصل : قوله (وَلَمَّا سُقِطَ فِي أَيْدِيهِمْ) الاية : ١٤٩.
معنى قوله «سقط في أيديهم» وقع البلاء في أيديهم ، أي : وجدوه وجدان من يده فيه ، يقال ذلك للنادم عند ما يجده مما كان خفي عليه ، ويقال أيضا : أسقط في يديه ، أي : صار الذي يضربه لقى في يديه.
فصل : قوله (وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ) الاية : ١٥٠.
قيل : في معناه قولان :
أحدهما : قال الجبائي : انما هو كقبض الرجل منا على لحيته وعضه على شفته أو إبهامه ، فأجرى موسى هارون مجرى نفسه ، فقبض على لحيته كما يقبض على لحية نفسه اختصاصا.
وقال أبو بكر ابن الاخشاذ : ان هذا امر يتغير بالعادة ، ويجوز أن تكون