وفي الخبر : « من أخذ الزكاة فليس عليه فطرة » (١) وبمعناه آخر (٢).
وفي ثالث : قلت له : لمن تحلّ الفطرة؟ قال : « لمن لا يجد ، ومن حلّت له لم تحلّ عليه ، ومن حلّت عليه لم تحلّ له » (٣).
وقصور الأسانيد أو ضعفها مجبور بالشهرة.
خلافاً لجماعة من أعيان القدماء بل أكثرهم ، فعبّروا عن الغنى بمن ملك أحد النُّصُب الزكوية (٤) ، مشعرين بكونه المعيار لوجوب الفطرة مطلقاً (٥) إثباتاً ونفياً ، ولذا جعلهما محل الخلاف في المختلف (٦).
ولكنّه في الثاني بعيد في الغاية ، بل الظاهر أنّ مرادهم الأوّل ، أي الوجوب بملك النصاب وإن لم تُملك مئونة السنة ، لذلك (٧) ، ولدلالة عبارة بعضهم عليه كالشيخ في الاستبصار ، ، حيث قال في جملة كلام له : لأنّ الفرض يتعلّق بمن كان غنيّاً ، وأقلّ أحواله إذا ملك مقدار ما تجب فيه الزكاة (٨).
ولم نقف لهم على حجّة يعتدّ بها عدا دعوى الإجماع عليه في
__________________
(١) التهذيب ٤ : ٧٣ / ٢٠٢ ، الإستبصار ٢ : ٤٠ / ١٢٦ ، الوسائل ٩ : ٣٢٢ أبواب زكاة الفطرة ب ٢ ح ٧.
(٢) التهذيب ٤ : ٧٣ / ذ ج ٢٠٢ ، الاستبصار ٢ : ٤١ / ذ ج ١٢٦ ، الوسائل ٩ : ٣٢٢ أبواب زكاة الفطرة ب ٢ ح ٨.
(٣) التهذيب ٤ : ٧٣ / ٢٠٣ ، الإستبصار ٢ : ٤١ / ١٢٧ ، الوسائل ٩ : ٣٢٢ أبواب زكاة الفطرة ب ٢ ح ١.
(٤) كالشيخ في الخلاف ٢ : ١٤٦ ، والقاضي في المهذب ١ : ١٧٤.
(٥) أي سواء ملك مئونة السنة أم لا.
(٦) المختلف : ١٩٣.
(٧) أي : للبُعد.
(٨) الاستبصار ٢ : ٤٢.