المستفيضة ، المعتضدة بالشهرة العظيمة القديمة والحديثة ، القريبة من الإجماع ، بل الإجماع في الحقيقة ، كما يستشعر من المبسوط ، على ما سبقت إليه الإشارة (١).
وأمّا دعوى الشيخ الإجماع على ما عليه القديمان في الخلاف فيما يحكى عنه (٢) ، فمع أنّا لم نقف عليها فيما عندنا من نسخته ، موهونةٌ بلا شبهة ، مع أنّ المحكي عنه في صريح التحرير ومحتمل المختلف : التوقّف في المسألة (٣).
هذا والمختار فيها مع ذلك أحوط وأولى.
( وكذا لو ردّد نيّته ) بين الوجوب إن كان من شهر رمضان ، والندب إن كان من شعبان ، لم يجزِ عنهما ، وفاقاً للمحكيّ عن الشيخ في أكثر كتبه ، والحلّي (٤) ، وأكثر المتأخّرين (٥).
لأنّ صوم هذا اليوم إنّما يقع على وجه الندب ، على ما يقتضيه الحصر الوارد في النصّ ، ففعله على خلاف ذلك لا يتحقّق به الامتثال.
( وللشيخ قولٌ آخر ) بالإجزاء ، حكي عنه في المبسوط والخلاف ، وعن العماني ، وابن حمزة ، وتبعهم الفاضل في المختلف ، والشهيد في جملة من كتبه (٦) ؛ لأنّه نوى الواقع ، فوجب أن يجزيه ؛ وأنّه نوى العبادة على وجهها ، فوجب أن يخرج عن العهدة ؛ وأنّ نية القربة كافية ، وقد نواها.
__________________
(١) في ص : ٢٥٠٨.
(٢) حكاه عنه في المختلف : ٢١٤.
(٣) التحرير : ٧٦ ، المختلف : ٢١٤.
(٤) كما حكاه عنه في المختلف : ٢١٥ ، والحلي في السرائر ١ : ٣٨٤.
(٥) كالفيض الكاشاني في المفاتيح ١ : ٢٤٦ ، والسبزواري في الذخيرة : ٥١٦.
(٦) المبسوط ١ : ٢٧٧ ، الخلاف ٢ : ١٧٩ ، حكاه عن العماني في المختلف : ٢١٥ ، ابن حمزة في الوسيلة : ١٤٠ ، المختلف : ٢١٥ ، الشهيد في البيان : ٣٥٩ ، واللمعة ( الروضة ٢ ) : ١٤٠ ، والدروس ١ : ٢٦٧.