أحد الشرطين.
وربّما يجمع بين النصوص جملةً ، بحمل المرغّبة منها على التقيّة كما يفهم من بعضها من أنّه يومئذٍ مذهب العامّة (١) والناهية على صومه بنيّة السنّة ، كما هم عليه. ومرجعه إلى عدم خصوصية لهذا اليوم في الترغيب ، ومساواته لسائر الأيّام في الاستحباب المطلق (٢).
وما ذكرناه أظهر ؛ لوضوح الشاهد عليه من الفتوى والنصّ ، مع أنّ في الغنية الإجماع عليه (٣) ، كما هو الظاهر.
هذا ، مع أنّ المانع قاصر سنداً ، لا يكافئ المرغّبة ؛ لصحّة جملة منها ، وانجبار باقيها بأدلّة التسامح في السنن وأدلّتها.
وأمّا ما ورد في جملة منها من أنّه لم يصمه النبيّ صلىاللهعليهوآلهوسلم منذ نزل شهر رمضان ، وكذا الحسنان عليهماالسلام حال إمامتهما فوجهه لئلاّ يتأسّى الناس بهم ، كما صرّح به في بعضها.
وخوفهم عليهالسلام عن التأسّي لعلّه ليس لتوهّم الوجوب كما قيل (٤) ، بل لئلاّ يحرم الضعفاء به عن الدعاء ، الذي هو أفضل منه هنا ، كما مضى.
( وصوم يوم عاشوراء حزناً ) بمصاب آل محمّدٍ عليهمالسلام ، بغير خلاف أجده ، بل عليه الإجماع في ظاهر الغنية (٥).
__________________
(١) انظر الوسائل ١٠ : ٤٦٥ أبواب الصوم المندوب ب ٢٣ ح ٦.
(٢) انظر الحدائق ١٣ : ٣٦٧.
(٣) الغنية ( الجوامع الفقهية ) : ٥٧٣.
(٤) قاله الحرّ العاملي في الوسائل ١٠ : ٤٦٨ أبواب الصوم المندوب ب ٢٣ ذيل الحديث ١٣.
(٥) الغنية ( الجوامع الفقهية ) : ٥٧٣.