وعن داود بن سرحان ، عن أبي عبد الله عليهالسلام في حديث قال ، قلت : وما الأنفال؟ قال : « بطون الأودية ، ورؤوس الجبال ، والآجام ، والمعادن ، وكلّ أرض لم يوجف عليها بخيل ولا ركاب ، وكلّ أرضٍ ميتة قد جلا أهلها ، وقطائع الملوك » (١).
وقصور السند أو ضعفه مجبور بعمل الجماعة ، ولذا قال به أيضاً في الذخيرة (٢).
وقائلٍ بأنّ ( أشبهه أنّ الناس فيها شَرَع ) سواء ، كالحلّي والماتن هنا وفي المعتبر ، والفاضل في التحرير ، والشهيدين في اللمعتين (٣) ، وادّعى أوّلهما عليه الشهرة في المعادن الظاهرة (٤).
ولعلّه للأصل ، وعدم وضوح سند الروايات إلاّ الأُولى منها ، وهي وإن كانت من الموثّقة ، لكن متنها مختلف النسخة ، فبدل « منها » في بعض النسخ « فيها » وعليه فلا دلالة لها إلاّ على المعادن في أرضه عليهالسلام ، ونحن نقول به.
بل على تقدير تعيّن نسخة « منها » كما هي الأكثر الدلالة أيضاً غير واضحة ، لاحتمال رجوع الضمير إلى الأرض لا الأنفال ، سيّما مع قرب المرجع ، واستلزام الرجوع إلى الأنفال استئناف الواو مع أنّ الأصل فيها العطف ، سيّما مع كونه مغنياً عن قوله : « منها » كما لا يخفى ، فزيادته دليل
__________________
(١) تفسير العياشي ٢ : ٤٩ / ٢١ ، الوسائل ٩ : ٥٣٤ أبواب الأنفال وما يختص بالإمام ب ١ ح ٣٢ وفيهما : داود بن فرقد بدل داود بن سرحان.
(٢) الذخيرة : ٤٩٠.
(٣) السرائر ١ : ٤٩٨ ، المعتبر ٢ : ٦٣٥ ، التحرير : ٧٥ ، الروضة ٢ : ٨٥.
(٤) الدروس ١ : ٢٦٤.