الله واسع كريم ، ضمن على العمل الثواب ، وعلى الخلاف العقاب ، لا يحلّ مال إلاّ من وجهٍ أحلّه الله تعالى ، إنّ الخمس عوننا على ديننا وعلى عيالنا وعلى أموالنا وما نبذل وما نشتري من أعراضنا ممّن نخاف سطوته ، فلا تَزووه عنّا ، ولا تحرموا أنفسكم دعاءنا ما قدرتم عليه ، فإنّ إخراجه مفتاح رزقكم وتمحيص ذنوبكم ، وما تمهّدون لأنفسكم في يوم فاقتكم ، والمسلم من يفي الله تعالى بما عاهد عليه ، وليس المسلم من أجاب باللسان وخالف بالقلب ، والسلام » (١).
وفي آخر : قدم قوم من خراسان على أبي الحسن الرضا عليهالسلام ، فسألوه أن يجعلهم في حلّ من الخمس ، فقال : « ما أمحل هذا! تمحضونا المودة بألسنتكم وتَزوون عنّا حقّا جعله الله تعالى لنا وجعل لنا الخمس ، لا نجعل أحداً منكم في حلّ » (٢).
أقول : ونحوها كثير من الأخبار ، منها : الصحيح لعلي بن مهزيار ، وهو طويل وفي آخره : « وأمّا الغنائم والفوائد فهي واجبة عليهم في كلّ عام » إلى أن قال : « فمن كان عنده شيء من ذلك فليوصله إلى وكيلي ، ومن كان نائياً بعيد الشقَّة فليعمد لإيصاله ولو بعد حين ، فإنّ نية المؤمن خير من عمله » (٣).
__________________
(١) أُصول الكافي ١ : ٥٤٧ / ٢٥ ، التهذيب ٤ : ١٣٩ / ٣٩٥ ، الإستبصار ٢ : ٥٩ / ١٩٥ ، الوسائل ٩ : ٥٣٨ أبواب الأنفال وما يختص بالإمام ب ٣ ح ٢ بتفاوت يسير.
(٢) أُصول الكافي ١ : ٥٤٨ / ٢٦ ، التهذيب ٤ : ١٤٠ / ٣٩٦ ، الإستبصار ٢ : ٦٠ / ١٩٦ ، الوسائل ٩ : ٥٣٩ أبواب الأنفال وما يختص بالإمام ب ٣ ح ٣ بتفاوت يسير.
(٣) التهذيب ٤ : ١٤١ / ٣٩٨ ، الإستبصار ٢ : ٦٠ / ١٩٨ ، الوسائل ٩ : ٥٠١ أبواب ما يجب فيه الخمس ب ٨ ح ٥ بتفاوت يسير.