قال مقاتل : لما نزلت هذه السورة قرأها النبي صلىاللهعليهوسلم على أصحابه ، وفيهم أبو بكر وعمر ، وسعد بن أبي وقاص والعباس ، ففرحوا ، واستبشروا ، وبكى العباس فقال له النبي صلىاللهعليهوسلم : «ما يبكيك يا عم» قال : نعيت إليك نفسك ، أي أخبرت بموتك قال : «إنه كما قلت» ، فعاش بعدها ستين يوما ما رؤي فيها ضاحكا مستبشرا ، وعن ابن عمر نزلت هذه السورة بمنى في حجة الوداع ، ثم نزل (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي) [المائدة : ٣] فعاش النبي صلىاللهعليهوسلم بعدها ثمانين يوما ، ثم نزلت آية الكلالة ، فعاش بعدها خمسين يوما ، ثم نزل لقد جاءكم رسول من أنفسكم ، فعاش بعدها خمسة وثلاثين يوما ، ثم نزل (وَاتَّقُوا يَوْماً تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللهِ) [البقرة : ٢٨١] فعاش بعدها أحدا وعشرين يوما ، وقيل : أحد عشر يوما ، وقيل : سبعة أيام والله أعلم ، وتوفي صلىاللهعليهوسلم في ربيع الأول لاثني عشر خلت منه من هجرته إلى المدينة والهجرة ، كانت لاثني عشر خلت من ربيع الأول كما أن مولده كذلك على المشهور.
__________________
ـ ٢١٨) ، والسيوطي في الدر المنثور (٥ : ٩٦) ، وابن حجر في الكاف الشاف في تخريج أحاديث الكشاف (١٢٣).