في الناصرية (١) ؛ لصراحة النصوص الدالّة عليه ، مع اعتبار أسانيدها ، واعتضادها بما مرّ من الإطلاقات ، ومخالفتها لما عليه جمهور العامّة كما صرّح به جماعة (٢) ، مع دعوى المرتضى عليه الإجماع من الإمامية والصحابة (٣).
فيُخصَّص بها الأصل ، وتُصرَف النصوص المتقدّمة عن ظواهرها ، بحمل وسط النهار في الصحيح على ما بعد الزوال ، بل قيل : هو الظاهر منه ؛ لإشعار لفظة : « من » (٤) به.
وتقييد الثاني به أيضاً ، مع ضعف سنده كالثالث ، وفيه زيادةً عليه أنّه مكاتبة محتملة للتقيّة عمّا عليه جمهور العامة ، مع اختلاف نسخه ، الموجب لاضطراب دلالته ، ففي الإستبصار كما ذكر ، وفي التهذيب بدل : غمّ الهلال في شهر رمضان : « غمّ هلال شهر رمضان » وعلى هذه النسخة فلا دلالة لو لم تكن منعكسة.
ولا يخلو عن قوّةٍ لولا شذوذ هذا القول على الظاهر ، المصرّح به في كلام جماعة ، كالمنتهى والمسالك والخلاف والغنية (٥) ، بل فيها (٦) الإجماع من الإمامية. وفي الخلاف : روي ذلك عن عليّ عليهالسلام وعمر وابن عمر وأنس ، فقالوا كلّهم للّيلة القابلة ، ولا مخالف لهم ، يدلّ على أنّه إجماع
__________________
(١) الناصريات ( الجوامع الفقهية ) : ٢٤٢.
(٢) منهم الشيخ في الخلاف ٢ : ١٧١ ، وصاحب الحدائق ١٣ : ٢٩٠.
(٣) الناصريات ( الجوامع الفقهية ) : ٢٤٢.
(٤) الوافي ١١ : ١٢٢.
(٥) المنتهى ٢ : ٥٩٢ ، المسالك ١ : ٧٧ ، الغنية ( الجوامع الفقهية ) : ٥٧٠ ، الخلاف ٢ : ١٧٢.
(٦) أي : في الغنية.