هلكت وأهلكت ، وان كنت قد فسرته من الرّجال فقد هلكت وأهلكت ، يا قتادة ويحك انما يعرف القرآن من خوطب به» (١).
وربما أيد بما نسب إلى المحقق القمي من دعوى اختصاص حجية الظواهر بمن قصد إفهامه من المخاطبين بها ، لاحتمال أن تكون في البين قرينة اعتمدها المتكلم ، وهي معهودة بينه وبين المخاطب ، ومع هذا الاحتمال لا يمكن الوثوق بأن ظاهر الكلام هو المراد (٢).
وكلامه وان ركز فيه على السنّة بالخصوص ، إلاّ انه يصلح أن يكون مؤيدا لدعوى أولئك المحدثين لتوفر ملاك دعواه فيها أحيانا.
والجواب عن هذه الدعوى واضح جدا ، أما المرسلة فهي بالإضافة إلى ضعفها بالإرسال ، وكونها أضيق من المدعى ـ لو تمت دلالتها ـ لاختصاصها بالخاصة من ذرية نبينا صلىاللهعليهوآلهوسلم والدعوى اختصاص حجية ظواهر الكتاب بمن خوطب به ، ومن الواضح أن الخاصة من أهل البيت عليهمالسلام لم يختصوا وحدهم بالخطاب ، بل لم يكونوا كلهم حاضرين وقت الخطاب ، فبينهم وبين المخاطبين عموم مطلق أو من وجه أحيانا ـ ان المراد منها ان فهم القرآن حق فهمه ككل ـ أي ما احتاج منه إلى تأويل ، وما لم يحتج ـ مختص بهم بالخصوص ، فهي اذن أجنبية عن المدعى من جواز الأخذ بظواهره فقط ، وإلا فمن البعيد جدا ان ينفي الإمام عن أبي حنيفة حتى معرفة مثل (قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ) مما يكون نصا أو ظاهرا في مدلوله.
وأما الرواية الثانية فهي أجنبية عن المدعى أيضا ، لأنها واردة فيما يحتاج إلى تفسير ، وقد سبق ان قلنا أن الظاهر لا يحتاج إلى تفسير ، فخروجها عما دل على حجية الظواهر بالتخصص كما هو واضح.
__________________
(١) فروع الكافي : ٨ ـ ٣١١ الباب : ٨ ، الحديث ٤٨٥ ، وراجع : البيان في تفسير القرآن : ١٨٤.
(٢) فوائد الأصول : ٣ ـ ٤٨.