(٦)
ارتكاز المتشرعة :
وقد شاع استعمال هذا الاصطلاح على السنة عند بعض أساتذتنا المتأخرين ، والظاهر انهم يريدون به بالإضافة إلى توفر السيرة على الفعل أو الترك ، بالنسبة إلى شيء ما ، شعور معمق بنوع الحكم الّذي يصدر عن فعله أو تركه المتشرعون لا يعلم مصدره على التحقيق.
الفارق بينه وبين سيرة العقلاء أو المتشرعة :
ان سيرة العقلاء أو المتشرعة بحكم كونها فعلا أو تركا لا لسان لها ، فهي مجملة من حيث تعيين نوع الحكم ، وإن دلّت على جوازه بالمعنى العام عند الفعل أو عدم وجوبه عند الترك ، لكن ارتكاز المتشرعة يعين نوعه من وجوب أو حرمة أو غيرهما.
حجيته :
وحجية مثل هذا الارتكاز لا تتم الا إذا علمنا بوجوده في زمن المعصومين وإقرارهم لأصحابه عليه ، ومثل هذا العلم يندر حصوله جدا ، وتكوين الارتكاز في نفوس الرّأي العام لا يحتاج من وجهة نفسية إلى أكثر من إمرار فتوى مّا في جيلين أو ثلاثة على الحرمة مثلا ، ليصبح ارتكازا في نفوس العاملين عليها.