الاجتهاد ومراتب المجتهدين :
وإذا عرفنا حقيقة الاجتهاد والمعدات التي يجب ان تتوفر في المجتهد لتشارك في تكوين ملكته ، أمكننا ان نقيم ما ذكروه من تقسيم الاجتهاد بلحاظ مراتب المجتهدين. وقد ذكروا ان للاجتهاد بهذا اللحاظ أقساما خمسة هي :
١ ـ الاجتهاد المطلق :
أو الاجتهاد المستقل ، وحددوه ب «ان يجتهد الفقيه في استخراج منهاج له في اجتهاده» على نحو يكون مستقلا في منهاجه وفي استخراج الأحكام على وفق هذا المنهاج ، أو هو «كما يعبر العلماء مجتهد في الأصول وفي الفروع» (١).
٢ ـ الاجتهاد في المذهب :
ويريدون به ان يجتهد الفقيه المنتسب إلى مذهب معين في الوقائع على وفق أصول الاجتهاد التي قررها إمام ذلك المذهب. «وقد يخالف الواحد منهم مذهب زعيمه في بعض الأحكام الفرعية ... ومن هؤلاء الحسن بن زياد في الحنفية ، وابن القاسم وأشهب في المالكية ، والبويطي والمازني في الشافعية» (٢).
وقد أطلق الأستاذ أبو زهرة على الفقيه من هذا القسم اسم «المجتهد المنتسب».
٣ ـ الاجتهاد في المسائل التي لا رواية فيها :
عن إمام المذهب وفق الأصول المجعولة من قبله ، وبالقياس على ما اجتهد فيها
__________________
(١) الإمام الصادق لأبي زهرة : ص ٥٣٧.
(٢) خلاصة التشريع الإسلامي لخلاف : ص ٣٤٢.