السنّة وعلائقها بالكتاب :
وإذا عرفنا مفهوم السنة وتعرفنا على حجيتها ، واستطعنا التوصل إليها من طرقها الذاتيّة أو المجعولة ، وعرفنا مضامينها حسب الكيفيات المجعولة ، لذلك كان علينا بعدها ان نبحث علائقها بالكتاب العزيز. والحديث حول ذلك يقع في مواقع أهمها أربعة :
١ ـ نوعية ما ترد به من أحكام ونسبته إلى الكتاب العزيز.
٢ ـ إمكان تخصيص الكتاب بها وعدمه.
٣ ـ إمكان نسخ الكتاب بها وعدمه.
٤ ـ رتبتها من الكتاب عند الاستدلال والمعارضة.
١ ـ نوعية أحكامها :
أما نوعية أحكامها فهي حسبما يدل عليه استقراؤها في مصادرها لا تخرج عن أحد ثلاثة :
أ ـ تأكيد ما ورد في الكتاب من أحكامه عامة ، كالأحاديث الآمرة بأصل الصلاة والصيام والزكاة والحج ، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكالأحاديث الناهية عن الخمر والميسر والأنصاب والأزلام وما أهلّ به لغير الله ، وحسابها حساب الآيات المتعددة الدالة على حكم واحد.
ب ـ شرح ما ورد من آيات عامة في القرآن ، وبيان أساليب أدائها وامتثالها والتعرض لكل ما يتصل بها من أجزاء وشرائط وموانع ، كالأحاديث المحددة للمراد من الصلاة والصيام والحج ، والمبيّنة لأجزائها وشرائطها وموانعها وكل ما