تعريف الفقه المقارن :
يطلق الفقه المقارن ـ أولا ـ ويراد به : جمع الآراء المختلفة في المسائل الفقهية على صعيد واحد دون إجراء موازنة بينها.
ويطلق ثانيا على : جمع الآراء الفقهية المختلفة وتقييمها والموازنة بينها بالتماس أدلتها وترجيح بعضها على بعض.
وهو بهذا المعنى أقرب إلى ما كان يسميه الباحثون من القدامي بعلم الخلاف أو علم الخلافيات ، كما يتضح ذلك من تعريفهم له.
تعريف علم الخلاف :
فقد عرفه تسهيل الوصول إلى علم الأصول انه «علم يقتدر به على حفظ الأحكام الفرعية المختلف فيها بين الأئمة ، أو هدمها بتقرير الحجج الشرعية وقوادح الأدلة» (١).
والخلافي كما يقول في المصدر نفسه هو : «اما مجيب يحفظ وضعا شرعيا أو سائل يهدم ذلك» (٢).
وجهات الالتقاء بينهما انما هي في عرض آراء الفقهاء والموازنة بينها وان كانا يفترقان في قربهما من الموضوعية في البحث وبعدهما عنها. فالخلافي كما يوحي به قولهم : «اما مجيب يحفظ وضعا شرعيا أو سائل يهدم ذلك» يفترض آراء مسبقة يراد له تقريرها وتعزيزها وهدم ما عداها ، فوظيفته وظيفة جدلي لا يهمه الواقع بقدر ما يهمه انتصاره في مقام المجادلة والخصومة ، أو وظيفة محام يضع نفسه طرفا
__________________
(١) دراسات في الفلسفة الإسلامية للتفتازاني : ١٢٧ نقلا عن تسهيل الوصول : ١٠.
(٢) المصدر السابق.