والعلم بنفسه ـ كما سبق بيانه ـ حجة ذاتية ، فلا نحتاج بعده إلى التماس أدلة على الحجية.
(٣)
الإجماع :
والبحث في الإجماع له استقلاله ، وليس موضعه هنا نظرا لاعتباره لدى الأكثر مصدرا مستقلا من مصادر التشريع في مقابل الكتاب والسنّة.
نعم في بعض المباني ـ وبخاصة لدى الأكثر من علماء الشيعة ـ هو كشفه عن رأي المعصوم على نحو القطع ، فيكون من حقه على هذا المبنى ان يبحث عنه في هذا الموضع ، ولا يعتبر من الأدلة المستقلة.
وقد آثرنا تأخير البحث عنه إلى موضعه جريا على ما سلكه الأكثر في عدّه من مصادر التشريع.
(٤)
بناء العقلاء :
ويراد به صدور العقلاء عن سلوك معين تجاه واقعة مّا صدورا تلقائيا ، ويتساوون في صدورهم عن هذا السلوك على اختلاف في أزمنتهم وأمكنتهم ، وتفاوت في ثقافتهم ومعرفتهم ، وتعدد في نحلهم وأديانهم.
وأمثلته كثيرة منها : صدور العقلاء جميعا عن الأخذ بظواهر الكلام ، وعدم التقيد بالنصوص القطعية منه ، على نحو يحمّل بعضهم بعضا لوازم ظاهر كلامه ، ويحتج به عليه.