القليل من هذه المصادر أصالة الرّأي وسلامة النهج.
ومثل هذا القسم من المصادر ربما رجعت إليه ـ بعد التوثق من صحة النقل عن أصحاب المذاهب والآراء ـ لنقل نصّ لم أجد مصدره الأساس بين يدي ، أو لم أملك من الوقت ما أستعين به على الفحص عنه ، وقد أشرت إلى ما نقلته عنهم في الهوامش أيضا ، كما اني أشرت إلى ما استفدته من تجارب بعض مؤلفيها ، سواء ما يتصل منها بمنهجة البحث أم محاكمة الآراء.
٣ ـ المصادر العامة :
وأريد بها ذلك القسم من المصادر الّذي يرجع إليه لإلقاء بعض الأضواء على طبيعة ما طرقناه من بحوث ككتب الحديث ، والتأريخ ، والدراية ، وأمثالها مما لا يقع في صميم بحوثنا الأصولية ، وان استعنا بها على تصحيح رأي كائن أو تكوين رأي لم يكن ، ـ أو على الأصح ـ لم يسبق لي ان اطلعت عليه في تجارب السابقين من الأعلام.
والثاني من هذه الأمور ما يتصل منها بتحديد.
وظيفة الكتاب :
وأظن ان القارئ الكريم أدرك من استعراض فصول هذا الكتاب وتجاربه ان وظيفته وان كانت تاريخية وتقييمية كما رسمها منهج البحث إلاّ ان عنايته انصبت في الدرجة الأولى على الجانب التقييمي لإيماننا بأنه هو الأساس والمنطلق للفصل في جميع الآراء الفقهية التي سنعرضها في أجزاء الكتاب القادمة.
ولهذا السبب كان اهتمامنا موجها إلى عرض جل مباني وآراء المجتهدين في المسائل الأصولية ، ولم يكن من همنا البحث عن جميع معتنقيها واستعراض أسمائهم وتحقيق صحة النسبة إليهم ، لأن ذلك يخرجنا عن طبيعة مهمتنا الأساسية.