أساليب تفاهمهم بنوع خاص من التفاهم لا يعتمد الظهور ركيزة من ركائزه ، وما كان للنبي طريقة خاصة في التفاهم انفرد بها عن معاصريه ، وإلاّ لكانت أحدوثة التأريخ ، فالقطع بإقرار النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم لطريقتهم في التفاهم كاف في إثبات حجية الظواهر.
وقد نزل القرآن بلغة العرب وتبنّى طريقتهم في عرض أفكاره ، وكان لكلامه ظاهر يفهمونه ويسيرون على وفقه.
وبما أننا نعلم ان من الطرق التي سار عليها الشارع المقدس في تبليغ أحكامه ، الطريقة الشائعة لدى جميع البشر من الاعتماد على القرائن المنفصلة أحيانا ، وإن القرآن سار على الطريقة نفسها ، وبذلك خصصت بعض عموماته بقسم من الآيات ، كما خصص القسم الآخر منها بالسنّة ، بحكم كونها مبينة للمراد من الكتاب وشارحة له.
لذلك كان علينا قبل ان نعتمد على أصالة الظهور ، ان نفحص عن القرينة المنفصلة ، فإن عثرنا عليها خصصنا أو قيدنا بها الكتاب ، وإن يئسنا من العثور عليها في مظانها كان لنا العمل بعموماته أو مطلقاته.
وما يقال عن المخصص والمقيد يقال عن الناسخ ، بناء على إمكان النسخ ووقوعه ، كما هو رأي جمهرة المسلمين.
وما ورد من التشكيك في حجية ظهور القرآن أمر لا يستقيم بحال.
مصادر التشكيك في حجية ظهوره :
وغاية ما يمكن ان يذكر من مصادر التوقف عن العمل بظهوره أمور لا تخلو كلها من مناقشة :
١ ـ ما نسب إلى الأخباريين من دعوى التوقف عن العمل بها لأمرين :
أ ـ العلم الإجمالي بطرو مخصصات من السنّة ومقيدات على عموماته