أركان الاستصحاب :
وأركان الاستصحاب المستفادة من نفس التعريف بعد تأمل فيه سبعة :
١ ـ اليقين : ويريد به الأصوليون هنا ، انكشاف واقع متعلقه وجدانا أو تعبدا.
٢ ـ الشك : ويريدون به ما يقابل اليقين بمعنييه ـ الوجداني والتعبدي ـ فكل ما ليس بيقين فهو شك عندهم ، سواء كان شكا بالمعنى المنطقي ـ أي تساوي الطرفين ـ أم كان ظنا غير معتبر ، أم وهما ، فالجميع في مصطلحهم شك ، ويجري عليها أحكامه.
٣ ـ وحدة المتعلق فيهما ، أي ان ما يتعلق به اليقين هو الّذي يكون متعلقا للشك لا غيره.
٤ ـ فعلية الشك واليقين فيه ، فلا عبرة بالشك التقديري لعدم صدق النقض به ، ولا اليقين كذلك لعدم صدق نقضه بالشك.
٥ ـ وحدة القضية المتيقنة والقضية المشكوكة في جميع الجهات ، أي ان يتحد الموضوع والمحمول والنسبة والحمل والرتبة ، وهكذا ... ويستثنى من ذلك الزمان فقط ، رفعا للتناقض.
٦ ـ اتصال زمان الشك بزمان اليقين ، بمعنى أن لا يتخلل بينهما فاصل من يقين آخر ، كما هو مفاد تسلط النقض بالشك على اليقين.
٧ ـ سبق اليقين على الشك ـ ولو كان السبق رتبيا ـ ليتم صدق عدم نقض الشك له.
فإذا اجتمعت هذه الأركان في موضع أمكن جريان الاستصحاب فيه وترتب حكمه بعد ثبوت حجيته ـ طبعا ـ ومع تخلف بعضها لا يمكن جريانه أصلا.
وللأعلام بحوث وتفريعات على هذا الأركان والتماس اللوازم لفقدان بعضها ، يطول عرضها والتحدث في صغرياتها جميعا ، ولنجتزئ بذكر المهم منها.