.................................................................................................
______________________________________________________
أضرّت الصلاة بسائر ما يعملون بأموالهم وأبدانهم لرفضوها كما رفضوا أسمى الفرائض وأشرفها ، انّ الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر فريضة عظيمة بها تقام الفرائض ، هنا لك يتمّ غضب الله عليهم فيعمّهم بعقابه ، فيهلك الأبرار في دار الفجار والصغار في دار الكبار ، إنّ الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر سبيل الأنبياء ومنهاج الصلحاء ، فريضة عظيمة بها تقام الفرائض وتأمن المذاهب وتحلّ المكاسب ، وتردّ المظالم ، وتعمر الأرض ، وينتصف من الأعداء ، ويستقيم الأمر ، فأنكروا بقلوبكم ، والفظوا بألسنتكم ، وصكّوا بها جباههم ، ولا تخافوا في الله لومة لائم ، فإن اتعظوا وإلى الحق رجعوا فلا سبيل عليهم ، (إِنَّمَا السَّبِيلُ عَلَى الَّذِينَ يَظْلِمُونَ النّاسَ ، وَيَبْغُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ أُولئِكَ لَهُمْ عَذابٌ أَلِيمٌ) ، هنا لك فجاهدوهم بأبدانكم وأبغضوهم بقلوبكم غير طالبين سلطانا ولا باغين مالا ولا مريدين بظلم ظفرا حتى يفيئوا إلى أمر الله ويمضوا الى طاعته (١). وقال الصادق عليه السّلام : ما قدست امّة لم يؤخذ لضعيفها من قويّها بحقه غير متعتع (٢) (٣). وقال عليه السّلام : الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر خلقان من خلق الله ، فمن نصرهما أعزّه الله تعالى ، ومن خذلهما خذله الله تعالى (٤) وقال الكاظم عليه السّلام : لتأمرنّ بالمعروف ولتنهنّ عن المنكر ، أو ليستعملنّ عليكم شراركم ، فيدعو خياركم فلا يستجاب لهم (٥) وقال أمير المؤمنين عليه السّلام : أدنى الإنكار أن يلقى أهل المعاصي بوجوه مكفهرة (٦) وقال الصادق
__________________
(١) الفروع : ج ٥ باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ص ٥٥ الحديث ١.
(٢) متعتع بفتح التاء ، أي من غير أن يصيبه أذى يقلقه ويزعجه (مجمع البحرين).
(٣) الفروع : ج ٥ باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ص ٥٦ الحديث ٢.
(٤) الفروع : ج ٥ باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ص ٥٩ الحديث ١١.
(٥) الفروع : ج ٥ باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ص ٥٦ الحديث ٣.
(٦) التهذيب : ج ٦ (٨٠) باب الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر ص ١٧٦ الحديث ٥.