(١)
وقبل ان نبدأ هذه الدراسة ، فإن علينا ان نحدد مدلول مفردات هذا التركيب الإضافي (أصول ، الفقه ، المقارن) ليسهل الانطلاق من هذا التحديد إلى التماس تعريفه تعريفا مستوفيا للشرائط المنطقية من حيث الاطراد والانعكاس.
فما ذا يراد بهذه الكلمات؟
١ ـ كلمة الأصول :
وهي جمع ، مفردها أصل ، ومعناها اللغوي : ما يرتكز عليه الشيء ويبنى.
وفي المصطلحات الفقهية والأصولية ذكروا لها معاني وصل بها بعضهم إلى خمسة :
١ ـ ما يقابل الفرع ، فيقال مثلا في باب القياس : الخمر أصل النبيذ ، أي ان حكم النبيذ مستفاد من حكم الخمر.
٢ ـ ما يدل على الرجحان ، فيقال : الحقيقة أصل المجاز ، أي إذا تردد الأمر بين حمل كلام على الحقيقة وحمله على المجاز ، كان الحمل على الحقيقة أرجح.
٣ ـ الدليل ، أي الكاشف عن الشيء والمرشد له.
٤ ـ القاعدة ، أي الركيزة التي يرتكز عليها الشيء كقوله صلىاللهعليهوآلهوسلم : «بني الإسلام على خمسة أصول» (١) أي على خمس قواعد.
٥ ـ ما يجعل لتشخيص بعض الأحكام الظاهرية أو الوظيفة كالاستصحاب أو
__________________
(١) لم نعثر على حديث بهذا اللفظ راجع الأصول من الكافي : ٢ ـ ١٨ ، الحديث رقم ٥. وفيه «خمسة أشياء» وصحيح مسلم : كتاب الإيمان ، الحديث رقم ١٩ ، من دون كلمة «أصول».