.................................................................................................
______________________________________________________
شراء دقائق الأشياء بنفسه ما خلا ثلاثة أشياء فإنه ينبغي لذي الدين والحسب أن يليها بنفسه العقار والإبل والرّقيق (١) وقال عليه السّلام : باشر كبار أمورك بنفسك ، وكل ما صغر منها إلى غيرك (٢) وجاء أعرابي إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله ، فقال : يا رسول الله أردت بيع إبلى هذه ، فبعها لي ، فقال : انى لست ببائع في الأسواق ، قال : فأشر عليّ ، قال : بع هذا بكذا ، وهذا بكذا (٣).
ومثله في المكاسب الحجامة والحياكة. روى أبو عمر والخياط عن أبي إسماعيل الصيقل الرازي قال : دخلت على أبي عبد الله عليه السّلام ومعى ثوبان ، فقال لي : يا أبا إسماعيل يجيئني من قبلكم أثواب كثيرة وليس يجيئني مثل هذين الثّوبين الذين تحملهما أنت ، فقلت : جعلت فداك ، تغزلهما أمّ إسماعيل وأنسجهما أنا ، فقال لي : حائك!؟ قلت : نعم ، قال : لا تكن حائكا ، فقلت : فما أكون؟ قال : كن صيقلا. وكان معي مائتا درهم فاشتريت بها سيوفا ومرايا عتقا وقدمت بها إلى الري وبعتها بربح كثير (٤).
ولا بأس بخفض الجواري. روى محمّد بن مسلم عن أبي عبد الله عليه السّلام قال : لمّا هاجرن النساء إلى رسول الله صلّى الله عليه وآله ، هاجرت فيهن امرأة يقال لها أمّ حبيب وكانت خافضة تخفض الجواري فلمّا رآها رسول الله صلّى الله
__________________
(١) الفروع : ج ٥ كتاب المعيشة ، باب مباشرة الأشياء بنفسه ص ٩١ الحديث ٢.
(٢) الفروع : ج ٥ ، باب مباشرة الأشياء بنفسه ، ص ٩٠ الحديث ١ وفيه بدل كلمة (ما صغر) (ما شف) وتمام الحديث (قلت : ضرب أيّ شيء؟ قال : ضرب أشرية العقار وما أشبهها).
(٣) الفروع : ج ٥ كتاب المعيشة باب النوادر ص ٣١٧ الحديث ٥٤ وتمام الحديث (حتى وصف له كل بعير منها ، فخرج الأعرابي إلى السوق فباعها ، ثمَّ جاء الى رسول الله صلّى الله عليه وآله فقال : والذي بعثك بالحق ما زادت درهما ولا نقصت درهما ممّا قلت لي ، فاستهدني يا رسول الله قال : لا ، قال : بلى يا رسول الله ، فلم يزل يكلّمه حتى قال له : اهد لنا ناقة ولا تجعلها ولها).
(٤) التهذيب : ج ٦ كتاب المكاسب (٩٣) باب المكاسب ص ٣٦٣ الحديث ١٦٣.