.................................................................................................
______________________________________________________
في كسب ولم يعط العين حظّها من النوم فكسبه ذلك حرام (١) وقال عليه السّلام : الصنّاع إذا سهروا الليل كلّه (في عمل صنعته) فهو سحت (٢) وهو محمول على الكراهة الشديدة ، أو على التحريم إذا منع شيئا من الواجبات كقسم الزّوجات.
(ج) ذكر الله بقلبه ولسانه ، لا يغفل جهده ، فإنه مطردة للشيطان ومدفعة للمكاره ، والمواظبة على الآداب اللائقة المذكورة في المتن ، لأنّ صفة التجارة صنعة خطيرة ، فإذا لم يحترس الإنسان من أخطارها خيف عليه الهلاك ، أولا ترى ما ورد عن النبي صلّى الله عليه وآله أنّه مرّ بالتجّار ، وكانوا يسمّون السّماسرة ، فقال لهم : أما إنّي لا اسمّيكم السّماسرة ولكن أسمّيكم التّجار ، والتاجر فاجر والفاجر في النار ، فغلّقوا أبوابهم وأمسكوا عن التجارة ، فخرج رسول الله صلّى الله عليه وآله من غد فقال : أين الناس؟ فقالوا : سمعوا ما قلت بالأمس فأمسكوا ، قال : وأنا أقوله اليوم ، إلّا من أخذ الحق وأعطاه (٣) وقال : بعثني ربي رحمة ، ولم يجعلني تاجرا ولا زارعا ، إنّ شرار هذه الأمّة التجّار والزارعون ، إلّا من شحّ على دينه (٤).
(د) عدم الاستهانة تقليل الرزق ، لما رواه على بن هلال عن الحسين الجمال قال : شهدت إسحاق بن عمار وقد شدّ كيسه وهو يريد أن يقوم ، فجاء إنسان يطلب دراهم بدينار ، فحلّ الكيس وأعطاه دراهم بدينار ، فقلت : سبحان الله ما كان فضل هذا الدينار فقال إسحاق بن عمار : ما فعلت هذا رغبة في الدنيا ولكن
__________________
(١) الفروع : ج ٥ باب السحت ص ١٢٧ الحديث ٦.
(٢) الفروع : ج ٥ باب السحت ص ١٢٧ ي الحديث ٧ وليس فيه جملة (في عمل صنعته).
(٣) عوالي اللئالى : ج ٣ باب التجارة ص ٢٠٣ الحديث ٣٦. وروى نحو الجملة الأخيرة في الفقيه : ج ٣ (٦١) باب التجارة وفضلها وفقهها ص ١٢١ الحديث ١٣ فلاحظ.
(٤) عوالي اللئالى : ج ٣ باب التجارة ص ٢٠٣ الحديث ٢٧.