قوله : (خَيْراً لِأَنْفُسِكُمْ).
في نصبه أوجه (١) :
أحدها : قال سيبويه : إنه مفعول بفعل مقدر ، دلّ عليه (وَأَنْفِقُوا) ، تقديره : ايتوا في الإنفاق خيرا لأنفسكم وقدموا لأنفسكم كقوله : (انْتَهُوا خَيْراً لَكُمْ).
الثاني : تقديره : يكن الإنفاق خيرا ، فهو خبر كان المضمرة ، وهو قول أبي عبيدة.
الثالث : أنه نعت مصدر محذوف ، وهو قول الكسائي والفراء ، أي : إنفاقا خيرا.
الرابع : أنه حال ، وهو قول الكوفيين.
الخامس : أنه مفعول بقوله «أنفقوا» ، أي : أنفقوا مالا خيرا.
قوله : (وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).
تقدم نظيره.
وكذا (إِنْ تُقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً يُضاعِفْهُ لَكُمْ).
تقدم في سورة البقرة والحديد.
(وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ).
تقدم معنى الشكر في «البقرة». والحليم : الذي لا يعجل (٢).
قال بعضهم القرض الحسن : هو التصدق من الحلال.
وقيل : التصدق بطيب النفس ، والقرض هو الذي يرجى بدله (٣).
قوله : (عالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهادَةِ).
أي : ما غاب وحضر ، (وَهُوَ الْعَزِيزُ) الغالب القاهر ، فهو من صفات الأفعال ، ومنه قوله ـ عزوجل ـ : (تَنْزِيلُ الْكِتابِ مِنَ اللهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) [الزمر : ١] أي : من الله القاهر المحكم خالق الأشياء (٤).
وقال الخطابي (٥) : وقد يكون بمعنى نفاسة القدر ، يقال منه : «عزّ يعزّ» ـ بكسر العين ـ فيكون معنى العزيز على هذا أنه لا يعادله شيء وأنه لا مثل له «الحكيم» في تدبير خلقه.
وقال ابن الأنباري : «الحكيم» هو المحكم الخلق للأشياء ، صرف عن «مفعل» إلى «فعيل» ومنه قوله ـ عزوجل ـ : (الم تِلْكَ آياتُ الْكِتابِ الْحَكِيمِ) [لقمان : ١ ، ٢]
__________________
(١) ينظر : الدر المصون ٦ / ٣٢٦ ، ٣٢٧.
(٢) ينظر : القرطبي ١٨ / ٩٧.
(٣) ينظر : التفسير الكبير ٣٠ / ٢٦.
(٤) ينظر : القرطبي ١٢٨ / ٩٧.
(٥) ينظر السابق.