وقال الكلبي : (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ) بالصّبر عند المصيبة (يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً) من النار إلى الجنة (١).
وقال الحسن : مخرجا مما نهى الله عنه (٢).
وقال أبو العالية : مخرجا من كل شدة (٣).
وقال الربيع بن خيثم : مخرجا من كل شيء ضاق على الناس.
وقال الحسين بن الفضل : (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ) في أداء الفرائض (يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً) من العقوبة (وَيَرْزُقْهُ) الثواب (مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) أن يبارك له فيما آتاه.
وقال سهل بن عبد الله : (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ) في اتباع السّنّة (يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً) من عقوبة أهل البدع (وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ).
وقال أبو سعيد الخدري : ومن تبرأ من حوله وقوّته بالرجوع إلى الله (يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً) مما كلفه الله بالمعونة (٤).
وقال (٥) ابن مسعود ومسروق : الآية على العموم.
وقال أبو ذر : قال النبي صلىاللهعليهوسلم : «إنّي لأعلم آية لو أخذ النّاس بها لكفتهم» وتلا : (وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ) [فما زال يكررها ويعيدها (٦).
وقال ابن عباس : قرأ النبي صلىاللهعليهوسلم «ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب»](٧) قال : «مخرجا من شبهات الدنيا ، ومن غمرات الموت ، ومن شدائد يوم القيامة» (٨).
وقال أكثر المفسرين (٩) : نزلت في عوف بن مالك الأشجعي ، أسر المشركون ابنا له يسمى سالما ، فأتى رسول الله صلىاللهعليهوسلم يشتكي إليه الفاقة ، وقال : إن العدوّ أسر ابني وجزعت الأم ، فما تأمرني؟ قال ـ عليه الصلاة والسلام ـ : «اتّق الله واصبر ، وآمرك وإيّاها أن تستكثرا من قول لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم» ، فعاد إلى بيته ، وقال
__________________
(١) ذكره القرطبي في «تفسيره» (١٨ / ١٠٥).
(٢) ينظر المصدر السابق.
(٣) ينظر المصدر السابق.
(٤) ينظر المصدر السابق.
(٥) في أ : وتأول.
(٦) أخرجه الحاكم (٢ / ٤٩٢) وأحمد (٥ / ١٧٨) وابن حبان (١٥٤٧ ـ موارد) من حديث أبي ذر.
وقال الحاكم : صحيح الإسناد ولم يخرجاه ووافقه الذهبي.
(٧) سقط من أ.
(٨) ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٣٥٤) وعزاه إلى أبي يعلى وأبي نعيم والديلمي من طريق عطاء ابن يسار عن ابن عباس.
(٩) ينظر الجامع لأحكام القرآن (١٨ / ١٠٦).