«جبريل» نظرا إلى محل اسم «إن» وذلك بعد استكمال خبرها وقد تقدم مذاهب الناس في ذلك.
ويكون «جبريل» وما بعده داخلين في الولاية لرسول الله صلىاللهعليهوسلم ويكون «جبريل» ظهيرا له بدخوله في عموم الملائكة.
ويكون «الملائكة» مبتدأ ، و «ظهير» خبره ، وأفرد لأنه بزنة «فعيل».
قال القرطبيّ (١) : «هو بمعنى الجمع».
قال أبو علي : قد جاء «فعيل» للكثرة ، قال تعالى : (وَلا يَسْئَلُ حَمِيمٌ حَمِيماً) [المعارج : ١١]. ومعنى : «ظهير» أي : أعوان ، وهو في معنى ظهراء كقوله تعالى : (وَحَسُنَ أُولئِكَ رَفِيقاً) [النساء : ٦٩].
ويجوز أن يكون الكلام تم عند قوله «مولاه» ، ويكون «جبريل» مبتدأ ، وما بعده عطف عليه ، و «ظهير» خبر الجميع ، فتختص الولاية بالله ، ويكون جبريل قد ذكر في المعاونة موتين ، مرة بالتنصيص عليه ، ومرة بدخوله في عموم الملائكة.
وهذا عكس ما في «البقرة» في قوله تعالى : (مَنْ كانَ عَدُوًّا لِلَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ) [البقرة : ٩٨] ، فإنه ذكر الخاص بعد العام تشريفا له ، وهناك ذكر العام بعد الخاص ، ولم يذكر الناس إلا القسم الأول.
وفي «جبريل» لغات تقدم ذكرها في «البقرة».
قوله : (وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ).
قال المسيّب بن شريك : (وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) أبو بكر (٢).
وقال سعيد بن جبير : هو عمر (٣).
وقال عكرمة : أبو بكر وعمر (٤).
وروى شقيق عن عبد الله عن النبي صلىاللهعليهوسلم قال : (وَصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ) : أبو بكر وعمر(٥).
__________________
(١) ينظر : الجامع لأحكام القرآن ١٨ / ١٢٥.
(٢) ذكره القرطبي في «تفسيره» (١٨ / ١٢٤).
(٣) ذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٣٧٣) عن سعيد بن جبير وعزاه إلى سعيد بن منصور وابن سعد وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن عساكر عنه.
(٤) أخرجه الطبري في «تفسيره» (١٢ / ١٥٤) عن مجاهد والضحاك وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٣٧٣) عن عكرمة وعزاه إلى ابن عساكر.
(٥) ذكره الهيثمي في «مجمع الزوائد» (٧ / ١٣٠) عن ابن مسعود وقال : رواه الطبراني وفيه عبد الرحيم بن زيد العمي وهو متروك.
وذكره السيوطي في «الدر المنثور» (٦ / ٣٧٣) وزاد نسبته إلى أبي نعيم في «فضائل الصحابة» وابن مردويه.