قيل : إن أصله : عزهة ، كما أنّ أصل سنة : سنهة ، ثم حذفت الهاء ، انتهى.
قال شهاب الدين (١) : قوله : لا يعقل سهو ، لأن الاعتبار بالمدلول ، ومدلوله ـ بلا شك ـ عقلاء. واختلفوا في لام «عزة» على ثلاثة أقوال :
أحدها : أنّها «واو» من : «عزوته أعزوه» ، أي : نسبته ، وذلك أنّ المنسوب مضموم إلى المنسوب إليه ، كما أنّ كلّ جماعة مضموم بعضها إلى بعض.
الثاني : أنّها «ياء» ، إذ يقال «عزيته» ـ بالياء ـ أعزيه بمعنى عزوته ، فعلى هذا في لامها لغتان.
الثالث : أنّها هاء ، وتجمع تكسيرا على «عزه» نحو كسرة وكسر ، واستغني بهذا التكسير عن جمعها بالألف والتاء ، فلم يقولوا : «عزات» كما لم يقولوا في «شفة وأمة : شفات ولا أمات» استغناء ب «شفاه وإماء».
وقد كثر وروده مجموعا ب «الواو» والنون ؛ قال الراعي : [الكامل]
٤٨٦٨ ـ أخليفة الرّحمن إنّ عشيرتي |
|
أمسى سراتهم عزين فلو لا (٢) |
وقال الكميت : [الوافر]
٤٨٦٩ ـ ونحن وجندل باغ تركنا |
|
كتائب جندل شتّى عزينا (٣) |
وقال عنترة : [الوافر]
٤٨٧٠ ـ وقرن قد تركت لذي وليّ |
|
عليه الطّير كالعصب العزين (٤) |
وقال آخر : [الوافر]
٤٨٧١ ـ ترانا عنده واللّيل داج |
|
على أبوابه حلقا عزينا (٥) |
وقال الشاعر : [الوافر]
٤٨٧٢ ـ فلمّا أن أتين على أضاخ |
|
تركن حصاه أشتاتا عزينا (٦) |
والعزة لغة : الجماعة في تفرقة ، قاله أبو عبيدة.
__________________
(١) ينظر : الدر المصون ٦ / ٣٧٩.
(٢) رواية الديوان : «أولى أمر الله».
ينظر ديوانه (٢٢٨) ، وغريب القرآن لابن قتيبة (٤٨٦) ، ومجاز القرآن ٢ / ٢٧٠ ، ومعاني الفراء ٣ / ١٨٦ ، والقرطبي ١٨ / ١٩٠ والبحر ٨ / ٣٢٥ ، والدر المصون ٦ / ٣٧٩ ، والطبري ٢٩ / ٤٧.
(٣) ينظر ديوانه (٢٧٤) والقرطبي ١٨ / ١٩٠ ، والبحر ٨ / ٣٢٥ ، والدر المصون ٦ / ٣٧٩.
(٤) ينظر : القرطبي ١٨ / ١٩٠ ، والبحر ٨ / ٣٢٥ ، والدر المصون ٦ / ٣٧٩.
(٥) ينظر البحر ٨ / ٣٢٥ ، والقرطبي ١٨ / ١٩٠ ، والدر المصون ٦ / ٣٨٠.
(٦) ينظر اللسان (عزا) ، والقرطبي ١٨ / ١٩٠ ، والبحر ٨ / ٢٥ ، والدر المصون ٦ / ٣٧٩.