قوله : (وَكانَتِ الْجِبالُ) ، أي : وتكون الجبال (كَثِيباً مَهِيلاً) ، الكثيب : الرمل المجتمع.
قال حسان : [الوافر]
٤٩٣١ ـ عرفت ديار زينب بالكثيب |
|
كخطّ الوحي في الورق القشيب (١) |
والجمع في القلة : «أكثبة» ، وفي الكثرة : «كثبان» و «كثب» ك «رغيف وأرغفة ، ورغفان ورغف».
قال ذو الرمة : [الطويل]
٤٩٣٢ ـ فقلت لها : لا إنّ أهلي لجيرة |
|
لأكثبة الدّهنا جميعا وماليا (٢) |
قال الزمخشري : من كثبت الشيء إذا جمعته ، ومنه الكثبة من اللبن ؛ قالت الضائنة : أجزّ جفالا ، وأحلب كثبا عجالا.
[والمهيل : أصله «مهيول» ك «مضروب» استثقلت الضمة على الياء](٣) فنقلت إلى الساكن قبلها ، وهو الهاء فالتقى ساكنان ، فاختلف النحاة في العمل في ذلك : فسيبويه ، وأتباعه حذفوا الواو ، وكانت أولى بالحذف ، لأنها زائدة ، وإن كانت القاعدة إنما تحذف لالتقاء الساكنين الأول ، ثم كسروا الهاء لتصح الياء ، ووزنه حينئذ «مفعل».
والكسائي والفراء والأخفش : حذفوا الياء ، لأن القاعدة في التقاء الساكنين : إذا احتيج إلى حذف أحدهما حذف الأول ، وكان ينبغي على قولهم أن يقال فيه : «مهول» إلا أنهم كسروا الهاء لأجل الياء التي كانت فقلبت الواو ياء ، ووزنه حينئذ «مفعول» على الأصل ، و «مفي» بعد القلب.
قال مكي : «وقد أجازوا كلهم أن يأتي على أصله في الكلام ، فتقول : مهيول ومبيوع» ، وما أشبه ذلك من ذوات الياء ، فإن كان من ذوات الواو لم يجز أن يأتي على أصله عند البصريين ، وأجازه الكوفيون ، نحو : مقوول ، ومصووغ.
وأجازوا كلهم : مهول ومبوع ، على لغة من قال : بوع المتاع ، وقول القول ، ويكون الاختلاف في المحذوف منه على ما تقدم.
قال شهاب الدين (٤) : «التمام في «مبيوع ، ومهيول» وبابه ، لغة تميم ، والحذف لغة سائر العرب».
__________________
(١) ينظر : ديوانه ص ١٣٤ ، وفيه «الرق القشيب» بدل «الورق القشيب» شرح الشواهد الكبرى ٤ / ٧٧ ، القرطبي ١٩ / ٣٢.
(٢) ينظر : ديوانه ص ٧٣٢ ، وشرح شواهد المغني ١ / ١٣٩ ، واللسان (دهن) ورصف المباني ص ٩٤ ، ومغني اللبيب ١ / ٤٨ ، والبحر ٨ / ٣٥٢ ، والدر المصون ٦ / ٤٠٨.
(٣) سقط من أ.
(٤) ينظر : الدر المصون ٦ / ٤٠٧.