للحسين عليهالسلام وهو في حجره ، فجعل يمسح الدم عنه ويقول : الله م احكم بيننا وبين قوم دعونا لينصرونا فقتلونا.
ثم يقول : وأتي بصبي صغير من أولاده عليهالسلام اسمه عبد الله [الظاهر أنه الرضيع] ، فحمله وقبّله ، فرماه رجل من بني أسد [لعله حرملة بن كاهل الأسدي] فذبح ذلك الغلام. فتلقى الحسين عليهالسلام دمه في يده وألقاه نحو السماء ، وقال : يا رب إن تكن حبست عنا النصر من السماء ، فاجعله لنا خيرا ، وانتقم من الظالمين.
أما ابن أعثم في (كتاب الفتوح) ج ٥ ص ٢٠٩ فيقول : فبقي الحسين عليهالسلام فريدا وحيدا ، ليس معه ثان إلا ابنه علي عليهالسلام وهو يومئذ ابن سبع سنين [أقول : هذا خطأ من الناسخ ، ولعل عمره سبع عشرة سنة ، وهو زين العابدين عليهالسلام]. وله ابن آخر يقال له علي في الرضاع. فتقدم إلى باب الخيمة ، فقال : ناولوني ذلك الطفل حتى أودّعه ... وإذا بسهم قد أقبل حتى وقع في لبّة الصبي [اللّبّة : موضع القلادة من الصدر] ، فقتله.
١٣٣ ـ شهادة الطفل الّذي ولد يوم عاشوراء :
(تاريخ اليعقوبي ، ج ٢ بعد ص ٢٤٣)
يقول اليعقوبي : ثم تقدّموا رجلا رجلا ، حتى بقي وحده ما معه أحد من أهله ولا ولده ولا أقاربه. فإنه لواقف على فرسه إذ أتي بمولود قد ولد له في تلك الساعة. فأذّن في أذنه ، وجعل يحنّكه ، إذ أتاه سهم ، فوقع في حلق الصبي ، فذبحه. فنزع الحسين عليهالسلام السهم من حلقه ، وجعل يلطخه بدمه ، ويقول : والله لأنت أكرم على الله من الناقة [أي ناقة صالح التي ذبحها قومه فاستحقوا العذاب لذلك] ، ولمحمد صلىاللهعليهوآلهوسلم أكرم على الله من صالح!. ثم أتى فوضعه مع ولده وبني أخيه.
ويقول السيد الميانجي في (العيون العبرى) ص ١٧٣ :
في (الإبصار) : عبد الله [الرضيع] ابن الحسين عليهالسلام ولد في المدينة ، وأمه الرباب بنت امرئ القيس الكلبي ... وكانت الرباب عند الحسين عليهالسلام وولدت له سكينة وعبد الله هذا.
ثم يقول : اشتهر في الألسن هذا الصبي بعلي الأصغر ، وقيل بتخالفهما ، وأن عبد الله الرضيع غيره ، وأن أمه أم إسحق بنت طلحة ، وأنه ولد في كربلاء في يوم عاشوراء ... وأن علي الأصغر قتل في معركة القتال ، رماه حرملة بن كاهل الأسدي فذبحه ، والعلم عند الله.