مجزّرين كالأضاحي على الرمال ، والخيول على أجسادهم تجول ، وأنا أفكر فيما يقع علينا بعد أبي ، من بني أمية ، أيقتلوننا أو يأسروننا؟!.
فإذا برجل على ظهر جواده [لعله خولي] يسوق النساء بكعب رمحه ، وهن يلذن بعضهن ببعض ، وقد أخذ ما عليهن من أخمرة وأسورة ، وهن يصحن : وا جداه ، وا أبتاه ، وا علياه ، وا قلة ناصراه ، وا حسناه. أما من مجير يجيرنا؟
أما من ذائد يذود عنا؟!.
فطار فؤادي وارتعدت فرائصي ، فجعلت أجيل بطرفي يمينا وشمالا ، على عمّتي أم كلثوم ، خشية منه أن يأتيني. فبينما أنا على هذه الحالة ، وإذا به قد قصدني ، ففررت منهزمة ، وإني أظن أني أسلم منه. وإذا به قد تبعني ، فذهلت خشية منه ، وإذا بكعب الرمح بين كتفيّ ، فسقطت على وجهي. فخرم أذني ، وأخذ قرطي ومقنعتي ، وترك الدماء تسيل على خدي ، ورأسي تصهره الشمس. وولى راجعا إلى الخيم ، وأنا مغشيّ عليّ. وإذا أنا بعمتي عندي تبكي.
(إلى أن قالت) : فما رجعنا إلى الخيمة إلا وقد نهبت وما فيها. وأخي علي بن الحسين عليهماالسلام مكبوب على وجهه لا يطيق الجلوس ، من كثرة الجوع والعطش والأسقام ، فجعلنا نبكي عليه ويبكي علينا.
٢٢٦ ـ سلب فاطمة الصغرى عليهاالسلام خلخالها :
(أمالي الصدوق ، ص ١٣٩ ط بيروت)
عن عبد الله بن الحسن المثنّى عليهالسلام عن أمه فاطمة بنت الحسين عليهماالسلام ، قالت : دخلت الغانمة (العامة) علينا الفسطاط ، وأنا جارية صغيرة ، وفي رجلي خلخالان من ذهب ، فجعل رجل يفضّ الخلخالين من رجلي وهو يبكي!. فقلت : ما يبكيك يا عدوّ الله؟. فقال : كيف لا أبكي وأنا أسلب ابنة رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم؟. فقلت : لا تسلبني. قال : أخاف أن يجيء غيري فيأخذه!.
قالت : وانتهبوا ما في الأبنية ، حتيكانوا ينزعون الملاحف عن ظهورنا (١).
٢٢٧ ـ سلب النساء الطاهرات : (مثير الأحزان لابن نما الحلي ، ص ٥٨)
قال ابن نما الحلي : ثم اشتغلوا بنهب عيال الحسين عليهالسلام ونسائه ، حتى تسلب
__________________
(١) الملحفة : الملاءة التي تلتحف بها المرأة.