العباس عليهالسلام ، فإنه دفن في موضع مقتله على المسنّاة بطريق الغاضرية ، وقبره ظاهر.
وليس لقبور إخوته وأهله الذين سمّيناهم أثر ، وإنما يزورهم الزائر من عند قبر الحسينعليهالسلام ويومئ إلى الأرض التي نحو رجليه بالسلام عليهم ، وعلى علي بن الحسين عليهالسلام في جملتهم ، ويقال : إنه أقربهم دفنا إلى الحسين عليهالسلام.
فأما أصحاب الحسين عليهالسلام رحمة الله عليهم ، الذين قتلوا معه ، فإنهم دفنوا حوله ، ولسنا نحصّل لهم أجداثا على التحقيق والتفصيل ، إلا أنا لا نشك أن الحائر الحسيني محيط بهم ، رضي الله عنهم وأرضاهم وأسكنهم جنات النعيم.
اليوم الرابع عشر من المحرم وما بعده
٣٣٧ ـ الرباب زوجة الحسين عليهالسلام تحتضن الرأس الشريف وتقبّله :
(مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٤٢٥)
ودعا ابن زياد بالسبايا مرة أخرى ، فلما دخلوا عليه رأين رأس الحسين عليهالسلام بين يديه ، والأنوار الإلهية تتصاعد [منه] إلى عنان السماء ، فلم تتمالك الرباب
[بنت امرئ القيس] زوجة الحسين عليهالسلام دون أن وقعت عليه ، وأخذت الرأس المقدس ووضعته في حجرها وقبّلته ، وقالت :
وا حسينا فلا نسيت حسينا |
|
أقصدته أسنّة الأعداء |
غادروه بكربلاء صريعا |
|
لا سقى الله جانبي كربلاء |
والرباب هذه بعد رجوعها إلى المدينة خطبها الأشراف من قريش ، فقالت : والله لا كان لي حمو بعد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. وعاشت بعد الحسين عليهالسلام سنة ثم ماتت كمدا عليه ، ولم تستظل بعده بسقف (١).
٣٣٨ ـ إحضار ابن زياد المختار الثقفي ليفتخر أمامه بمقتل الحسين عليهالسلام :
(وسيلة الدارين ، ص ٣٦٣)
ذكر الفاضل المازندراني في (معالي السبطين) ج ٢ ص ١٠٩ نقلا عن بعض
__________________
(١) انظر لواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ١٩٦ ط نجف ؛ وتذكرة الخواص ، ص ٢٧٠ ط ٢ نجف.