أصابع كفه ، ومال عليه عبد الله فضربه حتى قتله. فرجع وقد قتلهما جميعا ، وهو يرتجز ويقول :
إن تنكروني فأنا ابن كلب |
|
حسبي ببيتي في عليم حسبي |
إني امرؤ ذو مرّة وعضب |
|
ولست بالخوّار (١) عند النكب |
إني زعيم لك أمّ وهب |
|
بالطعن فيهم صادقا والضرب |
ضرب غلام مؤمن بالربّ |
مصرع عبد الله بن عمير الكلبي رحمهماالله
٤١ ـ مصرع عبد الله بن عمير الكلبي ، وزوجته أم وهب (رض):
(مقتل الحسين للمقرم ، ص ٢٩٧)
وحمل الشمر في جماعة من أصحابه على ميسرة الحسين فثبتوا لهم حتى كشفوهم ، وفيها قاتل عبد الله بن عمير الكلبي [وهو عبد الله بن عمير بن عباس بن عبد قيس بن عليم بن جناب الكلبي العليمي أبو وهب] فقتل تسعة عشر فارسا واثني عشر راجلا ، وشدّ عليه هانئ بن ثبيت الحضرمي فقطع يده اليمنى ، وقطع بكر بن حي ساقه ، فأخذ أسيرا وقتل صبرا (٢). وذكر الطبري في تاريخه أنه كان القتيل الثاني من أصحاب الحسين عليهالسلام.
فمشت إليه زوجته أم وهب (بنت عبد الله من النمر بن قاسط) وجلست عند رأسه تمسح الدم عنه وتقول : هنيئا لك الجنة ، أسأل الله الّذي رزقك الجنة أن يصحبني معك. فقال الشمر لغلامه رستم : اضرب رأسها بالعمود ، فشدخه وماتت (٣) وهي
__________________
(١) ذو مرّة : أي ذو قوة. والخوّار : الضعيف.
(٢) كامل ابن الأثير. والذي يقتل صبرا : هو كل من يقتل في غير معركة ولا حرب كالأسير ، فانه مقتول صبرا.
(٣) الظاهر أنه وقع خلط من المؤرخين بين قصة عبد الله بن عمير الكلبي هذا ، وبين قصة وهب بن حباب الكلبي الّذي سيأتي ذكره ، ومردّ الاشتباه أن زوجة عبد الله بن عمير اسمها (أم وهب) كما نصّ على ذلك الطبري وابن الأثير.