ترجمة المختار بن أبي عبيد الثقفي
ولد المختار في عام الهجرة ، وحضر مع أبيه وقعة قيس الناطف ، وهو ابن ١٣ سنة ، وكان ينفلت للقتال فيمنعه سعد بن مسعود عمّه ، فنشأ مقداما شجاعا لا يتقي شيئا ، وتعاطى معالي الأمور. وكان ذا عقل وافر ، وجواب حاضر. وخلال مأثورة ، ونفس بالسخاء موفورة. وفطرة تدرك الأشياء بفراستها ، وهمّة تعلو على الفراسة بنفاستها. وحدس مصيب ، وكفّ في الحروب مجيب. ومارس التجارب فحنّكته ، ولا بس الخطوب فهذّبته.
حبسه ابن زياد بالكوفة ، وذلك قبل أن يصل الحسين عليهالسلام إلى العراق. وبقي في السجن حتى قتل الحسين عليهالسلام ، فشفّع فيه عبد الله ابن عمر بن الخطاب زوج أخته صفية ، لدى يزيد بن معاوية ، فأطلق من السجن بأمر من يزيد.
وكان ظهوره لأخذ ثأر الحسين عليهالسلام في الكوفة سنة ٦٦ ه ، فبايعه الناس على كتاب الله وسنّة رسوله ، للطلب بدم الحسين عليهالسلام وأصحابه والدفع عن الضعفاء. فاستتبّ له الأمر ، وذلك لما استولى على الكوفة وضواحيها ، ثم امتلك الموصل. وعظم شأنه وراح يطلب بثأر الحسين عليهالسلام. وقتل جلّ من حضر الطف ، وهدم دورهم. وجدّ مصعب بن الزبير وهو في البصرة في كسر شوكته ، فقاتله. ونشبت الحرب بينهما ، وأسفرت عن مقتل المختار سنة ٦٧ ه رحمهالله.
٨٣٢ ـ رأي أهل البيت عليهالسلام في المختار :
روى المجلسي في (البحار) ج ١٠ ص ٢٨٣ ط ١ ، عن الأصبغ بن نباتة ، قال : رأيت المختار على فخذ أمير المؤمنين عليهالسلام ، وهو يمسح رأسه ويقول : يا كيّس يا كيّس ، فسمّي كيسان.
وقال الإمام محمّد الباقر عليهالسلام : لا تسبّوا المختار ، فإنه قتل قتلتنا ، وطلب ثأرنا ، وزوّج أراملنا ، وقسم فينا المال على العسرة.
ولقد كثرت الأقاويل على المختار رحمهالله. وبعد مقتله دخل ابنه الحكم على