سعد ، فقال : سألتك بالله وبحق محمد صلىاللهعليهوآلهوسلم أن لا تعود إلى ما كنت تفعله بهذا الرأس ، ولا تخرج بهذا الرأس من هذا الصندوق. فقال له : أفعل. فأعطاه الرأس. ونزل الراهب من الدير يلحق ببعض الجبال يعبد الله. ومضى عمر بن سعد ففعل بالرأس مثلما كان يفعل في الأول.
الدنانير تتقلب خزفا :
فلما دنا من دمشق قال لأصحابه : انزلوا. وطلب من الجارية الجرابين فأحضرت بين يديه. فنظر إلى خاتمه ، ثم أمر أن يفتح ، فإذا الدنانير قد تحولت خزفية. فنظروا في سكّتها فإذا على جانبها مكتوب : (وَلا تَحْسَبَنَّ اللهَ غافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ) [إبراهيم : ٤٢] وعلى الجانب الآخر مكتوب : (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) [الشعراء : ٢٢٧]. فقال (ابن سعد) : إنا لله وإنا إليه راجعون ، خسرت الدنيا والآخرة.
ثم قال لغلمانه : اطرحوها في النهر ، فطرحت.
ورحل إلى دمشق من الغد ، وأدخل الرأس إلى يزيد.
(أقول) : لعل هذا الراهب أو أحد الرهبان الذين استضافوا رأس الحسين عليهالسلام عندهم ، كان رساما ، فلما أخذ الرأس ونظّفه وعطّره ، أخذ ورقة ورسمه بوضعه الحاضر.
وقد رأيت في متحف الإمام الرضا عليهالسلام في مشهد ، صورة لرأس الحسين عليهالسلام من رسم راهب مسيحي ، منقولة عن النسخة الأصلية الموجودة في أحد متاحف إيطاليا ، وقد كتب تحت الصورة :
صورة الرأس المبارك لحضرة الحسين بن علي عليهالسلام الّذي استشهد في الحرب سنة ٦١ ه وكان عمره ٥٧ سنة. وهي منقولة عن صورة رسمها راهب مسيحي في ذلك الوقت ، والأصل موجود في متحف إيطاليا».
حجر قرب دمشق
٤٨٠ ـ قصة حجر قرب دمشق : (معالي السبطين للمازندراني ، ج ٢ ص ٨٠)
في (أسرار الشهادة) قال الدربندي : في موضع قريب من دمشق حجر عظيم هو شبيه بالأسد ، فإذا كان يوم عاشوراء يفور من موضع عينيه الدم الكثير. قيل : إنه وضع عليه رأس الحسين عليهالسلام حين مسير الكفار وجند ابن زياد إلى الشام.