٧٦٥ ـ جواب الحسين عليهالسلام لابن أخيه الحسن المثنى عليهالسلام حين طلب منه إحدى ابنتيه : (أدب الطف للسيد جواد شبّر ، ص ١٦٠)
روى الصبان في (إسعاف الراغبين) أن الحسن المثنى بن الحسن عليهالسلام أتى عمه الحسين عليهالسلام يخطب إحدى ابنتيه : فاطمة وسكينة.
فقال له الحسين عليهالسلام : اختر يا بني إحداهما ، فلم يجد جوابا. فقال الحسين عليهالسلام : أختار لك فاطمة ، فهي أكثرهما شبها بأمي فاطمة بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. أما في الدين فتقوم الليل كله وتصوم النهار ، وفي الجمال تشبه الحور العين .. وأما سكينة فغالب عليها الاستغراق مع الله ، فلا تصلح لرجل!.
ثم يقول السيد جواد شبّر : هذه شهادة من الإمام الحسين عليهالسلام في تقوى هذه السيدة المصونة (سكينة) ، وأنها منقطعة إلى الطاعة والعبادة ، فكأنها لا تأنس بغيرهما. وهذا مما زاد في موقعها من قلب أبيها الحسين عليهالسلام إمام عصره ، حتى استحقت أن يصفها المعصوم (بخيرة النسوان) ، وذلك لما ودّع عليهالسلام عيالاته يوم عاشوراء ، أجلس سكينة وهو يمسح على رأسها ، ويقول :
لا تحرقي قلبي بدمعك حسرة |
|
ما دام مني الروح في جثماني |
فإذا قتلت فأنت أولى بالذي |
|
تأتينه يا خيرة النسوان |
ثم يقول السيد جواد شبّر : أيليق بهذه المصونة الجليلة والحرة النبيلة ، أن تجالس الشعراء وينشدونها الأشعار! كما روى ذلك أبو الفرج المرواني الاصفهاني في كتابه (الأغاني) ، وروايته عن آل الزبير [يقصد الزبير بن بكّار] ، وعداوة آل الزبير لآل النبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مشهورة مذكورة.
٧٦٦ ـ الخلط المتعمّد بين سكينة بنت الحسين عليهالسلام وسكينة بنت خالد الزبيرية:
(أقول) : وكثيرا ما كان المؤرخون يخلطون ـ عمدا أو سهوا ـ بين سكينة بنت الحسين عليهالسلام وبين سكينة بنت خالد الزبيرية ، التي كانت تحضر مجالس الشعر والغزل. فصوّروا للناس أن سكينة عليهالسلام كانت تجالس الشعراء. وهذه الرواية التي رواها أبو الفرج في (الأغاني) ، قد افتعلها الزبير بن بكار صاحب كتاب (نسب قريش) ، لأنه وجد في التاريخ أن سكينة بنت خالد بن مصعب بن الزبير ، كانت تجالس الشعراء ويتغزلون بها وبجمالها ، وهذه وصمة عار في تاريخ آل الزبير ، فلم