وعن زرارة بن أعين عن الصادق عليهالسلام قال : بكت السماء على يحيى بن زكريا وعلى الحسين بن علي عليهالسلام أربعين صباحا ، ولم تبك إلا عليهما. قلت : فما بكاؤها؟. قال : كانت الشمس تطلع حمراء وتغيب حمراء.
وعن الأسود بن قيس : لما قتل الحسين عليهالسلام ارتفعت حمرة من قبل المشرق وحمرة من قبل المغرب ، فكادتا تلتقيان في كبد السماء ، ستة أشهر.
وفي (تاريخ النّسوي) عن أبي قبيل : أنه لما قتل الحسين بن علي عليهماالسلام كسفت الشمس كسفة ، بدت الكواكب نصف النهار ، حتى ظننا أنها هي
[أي القيامة].
وفي (الإتحاف بحب الأشراف) للشبراوي ص ٧٤ ، قال الحسن الكندي : لما قتل الحسين عليهالسلام مكثنا أياما سبعة ، إذا صلينا العصر نظرنا الشمس على الحيطان كأنها الملاحف المعصفرة ، ونظرنا الكواكب كأنها يضرب بعضها بعضا.
١٩٨ ـ ماذا تعني حمرة السماء؟ :
(الإتحاف بحبّ الأشراف للشبراوي ص ٤٢)
عن ابن سيرين : أن الحمرة التي مع الشفق لم تكن حتى قتل الحسين (ع)». ولعل المراد بها شدة الحمرة وزيادتها ، فلا ينافي الأحاديث التي علّقت دخول وقت العشاء بمغيب الشفق الأحمر [وذلك أن السنة يعتبرون وقت صلاة المغرب من مغيب الشمس إلى مغيب الشفق الأحمر الغربي ، ثم يدخل وقت العشاء ، بينما يعتبر الشيعة هذه الفترة وقت فضيلة المغرب].
قال ابن الجوزي : وحكمة ذلك [أي حمرة السماء] أنّ غضبنا يؤثّر حمرة الوجه ، والحقّ سبحانه تنزّه عن الجسمية ، فأظهر تأثير غضبه على من قتل الحسين عليهالسلام بحمرة الأفق ، إظهارا لعظيم الجناية».
بكاء السماء والأرض
١٩٩ ـ بكاء السماء على المؤمن : (فرائد السمطين للحمويني ، ص ١٦٨)
من كتاب (خلاصة التفاسير) في تفسير قوله تعالى : (فَما بَكَتْ عَلَيْهِمُ السَّماءُ وَالْأَرْضُ وَما كانُوا مُنْظَرِينَ) [الدخان : ٢٩] : وذلك أن المؤمن إذا مات بكت عليه السماء والأرض أربعين صباحا. قال عطاء : بكاؤها حمرة أطرافها.