هذا اللهم إلا أن يقال إن تلك القضايا وإن لم تكن واقعة في يوم واحد ، إلا أن مقصود أبي مخنف كان هو الإشارة إلى محض الترتيب ، ولم يلاحظ في ذلك تعيين يوم كلّ واقعة من الوقائع ، ولا ذكر الأيام على نهج التفصيل.
وكيف كان ، فإن الظاهر من كلمات غير أبي مخنف أن ساعة أمر يزيد بإحضار الرؤوس المطهرة الى مجلسه في اليوم الّذي دخل الحرم والسبايا دمشق ، كانت ساعة أمره بإحضار الحرم والسبايا أيضا إلى مجلسه ...
ورود السبايا على دمشق
٤٨٥ ـ خولي يطلب من يزيد الخروج لاستقباله :
(نور العين في مشهد الحسين لأبي اسحق الإسفريني ، ص ٨٧)
ثم كتب (خولي) إلى يزيد كتابا يقول فيه : نهنّئ أمير المؤمنين ونعلمه أن معنا رأس عدوك الحسين وحريمه وأطفاله ، ونحن قريب من دمشق ، فاخرج لنا وتلقّنا.
ثم طوى الكتاب وأرسله مع رسول من عنده. فلم يزل سائرا إلى أن دخل دمشق ، وسلّم الكتاب ليزيد ، فقرأه وفهم معناه.
فأمر بتجهيز العساكر فجهزوا ، ثم أمرهم أن يخرجوا لملاقاتهم. فخرجوا من باب (جيرون) وباب (توما) وهم عشرون ألفا ، ومعهم الرايات منشورة ، وألسنتهم بالتهليل والتكبير مشهورة. ولم يزالوا حتى لاقوا القوم ، وأتوا بهم إلى دمشق.
وفي (مقتل أبي مخنف) ص ١٢١ قال :
وأمر يزيد بمائة وعشرين راية ، وأمرهم أن يستقبلوا رأس الحسين عليهالسلام فأقبلت الرايات ومن تحتها التكبير والتهليل ، وإذا بهاتف ينشد ويقول :
جاؤوا برأسك يابن بنت محمّد |
|
متزمّلا بدمائه تزميلا |
لا يوم أعظم حسرة من يومه |
|
وأراه رهنا للمنون قتيلا |
فكأنما بك يابن بنت محمّد |
|
قتلوا جهارا عامدين رسولا |
ويكبّرون بأن قتلت ، وإنما |
|
قتلوا بك التكبير والتهليلا |