بن سليم الكلبي) الخاتم الّذي في إصبعه والدماء عليه ، فقطع إصبعه وأخذ الخاتم. وأخذ (قيس بن الأشعث بن قيس) قطيفته وكانت من خز (١). وأخذ ثوبه الخلق (جعونة بن حوية الحضرمي). وأخذ القوس والحلل (الرجيل بن خيثمة الجعفي وهاني بن شبيب الحضرمي وجرير بن مسعود الحضرمي (٢)). وأخذ درعه البتراء (عمر بن سعد). وأخذ رجل منهم تكّة سرواله ، وكانت لها قيمة.
٢١٩ ـ مأساة مروّعة وجرائم وحشية :
لقد كانت عملية سلب الحسين عليهالسلام من كل ما كان عليه ، من أعظم المآسي التي شهدتها أرض كربلاء. وهذه المآسي التي ارتكبها بنو أمية بالحسين عليهالسلام تدل على الوحشية التي كانوا يعيشونها. وإلا فأي إنسان يملك ذرة من ضمير ووجدان فضلا عن الدين والغيرة ، يقدم على مثل هذه الأعمال؟!. فما أن قتل الحسين عليهالسلام حتى خفّ القوم إلى سلب جثمانه الشريف ، حتى تركوه على صعيد الطف عريان. وما أحسن ما قال الشاعر :
عريان يكسوه الصعيد ملابسا |
|
أفديه مسلوب الثياب مسربلا |
وقال السيد محسن الأمين رحمهالله :
عار له نسجت أعاصير الفلا |
|
ثوب الرمال فكفّنته رماله |
٢٢٠ ـ العقاب الإلهي للذين سلبوا الحسين عليهالسلام :
(لواعج الأشجان للسيد الأمين ، ص ١٧٠)
كل من سلب الحسين عليهالسلام لقي عقابه في الدنيا سريعا ، ولعذاب الآخرة أدهى وأمرّ. وهذه أمثلة على ذلك :
ـ بحر بن كعب التميمي ، الّذي أخذ سروال الحسين عليهالسلام : صار زمنا مقعدا من رجليه. وكانت يداه في الشتاء تنضحان الماء ، وفي الصيف تيبسان كأنهما عودان.
ـ اسحق بن حوية ، الّذي أخذ ثوبه عليهالسلام : لبسه فتغير وجهه وحضّ شعره وبرص بدنه.
__________________
(١) اللهوف على قتلى الطفوف ، ص ٧٣.
(٢) مناقب ابن شهر اشوب ، ج ٢ ص ٢٢٤ ط إيران.