سبحان الله!. فهذا ابن بنت نبيكم ، قتلتموه في هذه السرعة ، بئسما خلّفتموه في ذريته. فو الله لو ترك نبينا موسى بن عمران فينا سبطا لظننت أنّا كنا نعبده من دون ربنا. وأنتم إنما فارقتم نبيكم بالأمس ، فوثبتم على ابنه وقتلتموه!. سوأة لكم من أمّة!. فأمر يزيد به فوجئ بحلقه.
فقام الحبر وهو يقول : إن شئتم فاقتلوني ، وإن شئتم فذروني. إني أجد في التوراة : من قتل ذرية نبي ، فلا يزال ملعونا أبدا ما بقي ، فإذا مات أصلاه الله نار جهنم.
دخول جاثليق النصارى :
٥٨٧ ـ قصة جاثليق النصارى : (أسرار الشهادة للدربندي ، ص ٥١١)
بعد أن يذكر أبو مخنف قصة رأس الجالوت ، وأن يزيد أمر بقتله ، يقول : فبينما هو كذلك ، إذ دخل عليه جاثليق النصارى ، وكان شيخا كبيرا. فنظر إلى رأس الحسين عليهالسلام وقال : ما هذا أيها الخليفة؟. فقال : هذا رأس الحسين بن علي بن أبي طالب ، وأمه فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم. قال : فبما استوجب القتل؟. قال : لأن أهل العراق دعوه ليجلس على الخلافة ، فقتله عاملي عبيد الله بن زياد ، وبعث إليّ برأسه.
فقال له جاثليق : اعلم أني كنت الساعة في البيعة [وهي معبد النصارى] ، وإذا قد سمعت رجفة شديدة ، فنظرت وإذا بغلام شاب كأن الشمس في وجهه ، وقد نزل من السماء ومعه رجال ، فقلت لبعضهم : من هذا؟. فقال لي : هذا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم والملائكة من حوله يعزّونه على ولده الحسين عليهالسلام.
ثم قال ليزيد : ارفع الرأس من بين يديك يا ويلك ، وإلا أهلكك الله. فقال له يزيد : جئتنا بأحلامك الكاذبة!. يا غلمان أخرجوه ، فجعلوا يسحبونه. ثم أمر بضربه فأوجعوه ضربا. فنادى : يا أبا عبد الله ، اشهد لي عند جدك ، فأنا أشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله. فغضب يزيد ، فقال : اسلبوه روحه. فقال : يا يزيد إن شئت تضرب ، وإن شئت لم تضرب ، فهذا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم واقف بإزائي وبيده قميص من نور وتاج من نور ، وهو يقول لي :