بالسيف ففلقه ، ووقع الغلام إلى الأرض لوجهه ، ونادى : يا عماه!. فانقضّ عليه الحسين عليهالسلام كالصقر ، وتخلل الصفوف ، وشدّ شدة ليث أغضب ، فضرب عمرو بن سعد بن نفيل بالسيف ، فاتقاها بالساعد فقطعها من لدن المرفق ، فصاح صيحة سمعها أهل العسكر. ثم تنحّى عنه الحسين عليهالسلام فحملت خيل أهل الكوفة ليستنقذوه ، فاستقبلته بصدورها ووطئته بحوافرها ، فمات.
وانجلت الغبرة فإذا بالحسين عليهالسلام قائم على رأس الغلام وهو يفحص برجليه ، والحسين عليهالسلام يقول : بعدا لقوم قتلوك ومن خصمهم يوم القيامة فيك جدك وأبوك. ثم قال عليهالسلام : عزّ والله على عمك أن تدعوه فلا يجيبك أو يجيبك فلا ينفعك [أو يعينك فلا يغني عنك (١)]. صوت والله كثر واتره ، وقلّ ناصره!.
ثم حمله ووضع صدره على صدره. وكأني أنظر إلى رجلي الغلام يخطان الأرض. فجاء به حتى ألقاه مع ابنه علي والقتلى من أهل بيته (٢). ثم رفع طرفه إلى السماء وقال عليهالسلام : الله م أحصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا
[ولا تغفر لهم أبدا (٣)].
وصاح الحسين عليهالسلام في تلك الحال : صبرا يا بني عمومتي ، صبرا يا أهل بيتي ، فو الله لا رأيتم هوانا بعد هذا اليوم أبدا.
١١٦ ـ عرس القاسم عليهالسلام :
ذكر فخر الدين الطريحي في كتابه (المنتخب في المراثي والخطب) ص ٣٧٣ ، وكذلك الميانجي في (العيون العبرى) ص ١٥٨ ، قصة زواج القاسم عليهالسلام.
وملخصها أن الإمام الحسن عليهالسلام كان قد أوصى بتزويج ابنه القاسم عليهالسلام من ابنة أخيه الحسين عليهالسلام المسماة زبيدة. ذلك أن الحسين عليهالسلام بعد وفاة زوجته شهربانو أم زين العابدين عليهالسلام تزوج بأختها شاهزنان ، فولدت له زبيدة هذه ، وقبر زبيدة خاتون في الري جنوبي طهران على مسافة ثلاثة ضرائح من قبر الشاه عبد العظيم الحسني (راجع أسرار الشهادة ، ص ٣١٠).
__________________
(١) مقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ٢٨.
(٢) مقتل الحسين للمقرّم ، ص ٣٣٢ نقلا عن تاريخ الطبري ج ٦ ص ٢٥٧ ؛ والبداية والنهاية لابن كثير ، ج ٨ ص ١٨٦ ؛ وإرشاد المفيد.
(٣) مقتل الخوارزمي ، ج ٢ ص ٢٨.