مسلم : يا سبحان الله أتقتل الصبيان؟ إنما هو صبي مريض (١). فقال : إن ابن زياد أمر بقتل أولاد الحسين. وبالغ ابن سعد في منعه (٢) خصوصا لما سمع العقيلة زينب ابنة أمير المؤمنين عليهالسلام تقول : لا يقتل حتى أقتل دونه ، فكفّوا عنه (٣).
٢٣١ ـ قصة الّذي حمى زين العابدين عليهالسلام يوم الطف ، ثم أسلمه :
(نسب قريش لمصعب الزبيري ، ص ٥٨)
قال : كان زين العابدين عليهالسلام مريضا. فلما قتل الحسين عليهالسلام قال عمر بن سعد : لا تعرّضوا لهذا المريض.
قال علي بن الحسين عليهالسلام : فغيّبني رجل منهم وأكرم نزلي وحضنني ، وجعل يبكي كلما دخل وخرج ، حتى كنت أقول : إن يكن عند أحد خير ، فعند هذا. إلى أن نادى منادي ابن زياد : ألا من وجد علي بن الحسين فليأتني به!. فقد جعلنا فيه ثلاثمئة درهم!.
قال عليهالسلام : فدخل عليّ الرجل والله وهو يبكي ، وجعل يربط يديّ إلى عنقي ، وهو يقول : «أخاف». فأخرجني إليهم مربوطا ، حتى دفعني إليهم ، وأخذ ثلاثمئة درهم ، وأنا أنظر!.
حرق الخيام
٢٣٢ ـ حرق خيام الحسين عليهالسلام :
(الفاجعة العظمى ، ص ١٨٥)
ولما ارتفع صياح النساء ، غضب اللعين عمر بن سعد ، وصاح : يا ويلكم اكبسوا عليهن الخباء ، وأضرموها نارا واحرقوها وما فيها. فقال رجل منهم : ويلك يابن سعد ، أما كفاك قتل الحسين عليهالسلام وأهل بيته وأنصاره ، عن حرق أطفاله ونسائه ؛ لقد أردت أن يخسف الله بنا الأرض. فتبادروا إلى نهب النساء الطاهرات.
__________________
(١) تاريخ الطبري ، ج ٦ ص ٢٦٠.
(٢) نفس المهموم.
(٣) تاريخ القرماني ، ص ١٠٨.