لقد كان يوما حافلا في دمشق لم تشهد له مثيلا في التاريخ ... لقد انتصر يزيد وتغلّب ، مثلما انتصر أبوه من قبل وتسلّط ، ولكن نصر الأرض غير نصر السماء ، وغلبة الدنيا غير غلبة الدين (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) (٢٢٧) [الشعراء : ٢٢٧].
٥١٧ ـ إيقاف السبايا على درج المسجد الجامع :
أجمعت الروايات على أن آخر محطة للسبايا قبل إدخالهم على يزيد هي درج المسجد الجامع حيث يقام السبي ، وذلك ليتسنى للناس المحتشدين أن يأتوا لرؤيتهم والتفرج عليهم. ريثما يأتي الأمر من يزيد لإدخالهم إلى قصره من الباب المجاور للدرج. وقد كان هذا الباب مفتوحا ، ثم سدّوه بالأحجار ، وتظهر آثار هذا الباب بوضوح في جدار القصر ، على يمين الصاعد على الدرج وقبل دخوله المسجد. (انظر المخطط السابق).
وهذه بعض الروايات :
في (نور العين) للإسفراييني ، ص ٨٩ :
ثم ازدحم الناس ، حتى خرجوا من باب الساعات ، والنساء مكشوفات الوجوه ، والرؤوس على الرماح. فقال أهل الشام : والله ما رأينا سبايا أحسن من هؤلاء ، فمن أنتم؟. فقالت سكينة بنت الحسين عليهالسلام : نحن سبايا آل محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم.
ثم أتوا حتى وقفوا بهم على باب القصر ، [حمدا (١) حدقت] النظّار إلى زين العابدين عليهالسلام وهو موثوق بالرباط.
وفي رواية ابن أعثم والخوارزمي :
ثم أتي بهم حتى وقفوا (أقيموا) على درج باب المسجد (الجامع) حيث يقام السبي.
٥١٨ ـ إيقاف السبايا ثلاث ساعات قبل أن يؤذن لهم بالدخول :
(معالي السبطين للمازندراني ، ج ٢ ص ٨٩)
وأوصلوا الرؤوس والنساء وقت الزوال إلى باب دار يزيد بن معاوية ، وهم في
__________________
(١) كذا في الأصل ، ولعل الصحيح [وقد أحدقت].