الطويلة عبر الآفاق والأقطار والأمصار .. فمنها أن يزيد ردّه إلى المدينة فدفن عند قبر أمه فاطمة عليهالسلام. ومنها أنه مدفون في دمشق عند باب الفراديس ، وكأنه هو الموضع المعروف الآن بمقام أو مشهد رأس الحسين عليهالسلام في الجهة الشرقية من المسجد الأموي إلى يمين الداخل من باب جيرون (النوفرة). ومنها أنه مدفون في القاهرة. ومنها أنه مدفون في النجف الأشرف عند قبر أبيه علي عليهالسلام .. والرواية الأخيرة أنه ردّ إلى جسده المقدس فدفن معه في كربلاء.
وتزعم بعض الروايات أن الرأس الشريف قد دفن أولا في دمشق ، ثم نقله الفاطميون إلى عسقلان بفلسطين ، ثم نقلوه إلى القاهرة فدفن فيها. وذلك في المشهد المعروف اليوم بمسجد سيدنا الحسين عليهالسلام وهو مشهد معظّم يزوره المصريون ويتبركون به.
بينما تزعم روايات أخرى أن سليمان بن عبد الملك قد وجد الرأس الشريف في خزانة من خزائن بني أمية ، فصلى عليه ودفنه في دمشق ، فلما ولي الحكم عمر بن عبد العزيز نبش الرأس وردّه إلى كربلاء.
وقال سبط ابن الجوزي في (تذكرة الخواص) : إن يزيد ردّ الرأس الشريف إلى المدينة مع السبايا ، ثم ردّه إلى الجسد بكربلاء فدفن معه.
وهذه الروايات كلها من طرق السنّة .. أما إجماع الشيعة الإمامية فعلى أن الإمام زين العابدين عليهالسلام ردّ الرأس الشريف إلى الجسد المقدس في كربلاء ، أثناء رجوعه مع السبايا من دمشق إلى المدينة ، ومنه زيارة الأربعين كما نوّهنا سابقا.
إذن فمن الثابت أن الرأس الشريف قد أرجع إلى الجسد المطهر في كربلاء ، سواء بردّه مباشرة من دمشق ، كما أجمعت عليه روايات الإمامية ، أو بعد دفنه في المدينة أو في دمشق أو في عسقلان أو في القاهرة ، كما تقول الروايات الأخرى ، ثم ردّ إلى الجسد المطهر في كربلاء.
وهذه بعض الروايات في هذا الخصوص من طرق الخاصة والعامة.
٦٤٤ ـ رواية سبط ابن الجوزي :
(تذكرة الخواص لسبط ابن الجوزي ، ص ٢٧٥ ط ٢ نجف)
قال سبط ابن الجوزي في (تذكرته) :
واختلفوا في الرأس (الشريف) على أقوال :